وعن فضاله الأنصاري (1) قال: خرجت مع أبي إلى الينبع (2) عائدين لعلي بن أبي طالب وكان مريضا بها قد نقل إليها من المدينة، فقال له: ما يقيمك بهذا (3) المنزل؟
ولو هلكت به لم يدفنك (4) إلا أعراب جهينة، وكان أبو فضاله من أهل بدر (5)، فقال له علي: لست بميت من وجعي هذا وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عهد إلي أن لا أموت حتى أؤمر وتخضب (6) هذه من دم هذا (7) - وأشار إلى لحيته ورأسه - قضاء مقضيا وعهدا معهودا منه إلي (8).
وقال [أبو] المؤيد الخوارزمي في كتابه المناقب يرفعه بسنده إلى أبي الأسود الدؤلي أنه عاد عليا في شكوى اشتكاها. قال: فقلت له: قد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه، فقال لكني والله ما تخوفت على نفسي