الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٢٣٧
وزاد غيره - وهو الزهري (1) - ذكر اليوم والزمان والمكان، قال: لما حج رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجة الوداع، وعاد قاصدا المدينة قام بغدير خم - وهو ماء بين مكة والمدينة - وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام وقت الهاجرة، فقال (صلى الله عليه وآله): أيها الناس، إني مسؤول وأنتم مسؤولون، هل بلغت؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت، قال: وأنا أشهد أني قد بلغت ونصحت ثم قال: أيها الناس، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟! قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. قال: وأنا أشهد مثل ما شهدتم. ثم قال: أيها الناس، قد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله، وأهل بيتي، ألا وإن اللطيف أخبرني أنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض، سعة حوضي ما بين بصرى وصنعاء، عدد

(١) أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله القرشي الزهري (ت ١٢٤ ه) أحد الأئمة الأعلام، عالم الحجاز والشام، وهو الذي قال له عبد الله بن العلاء عند ما روى حديث " من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ": لا تحدث بهذا بالشام وأنت تسمع ملء أذنيك سب علي، فقال - أي الزهري:
والله إن عندي من فضائل علي ما لو تحدثت لقتلت. (انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ للذهبي: ١ / ٩٦، ومناقب الزهري وأخباره: ١٩، وابن الأثير في أسد الغابة: ١ / 308).
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 231 232 235 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست