فقال العباس: يا رسول الله قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج؟
قال صلى الله عليه وسلم: ما أمرت بشئ من ذلك، فسدها كلها غير باب علي وربما مر وهو جنب) (المعجم الكبير: ٢ / ٢٤٦ ح ٢٠٣١ ترجمة ابن سمرة ما روي ناصح أبو عبد الله عن سماك بن حرب عنه).
وأخرج أحمد وأبو يعلى وغيرهما عن ابن عمر قال: كنا نقول في زمن النبي صلى الله عليه وسلم: (رسول الله خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله ابنته وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر) إسناده حسن (مسند أحمد: ٢ / ٢٦ ط. م و ١٠٤ ط. ب ح ٤٧٨٢، ومسند أبي يعلى: ٩ / ٤٥٣ ح ٥٦٠١ مسند ابن عمر مع تفاوت بسيط وبالهامش:
إسناده حسن، وذخائر العقبى: ٧٧ مع حذف المطلع، وأسد الغابة: ٣ / ٢١٤ ترجمة أبي بكر - فضائله، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٤٣ ح ٢٨٣، وفرائد السمطين: ١ / ٢٠٨ الباب ٤١).
وأخرج البزار عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: (إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك، ثم أرسل إلي أبي بكر سد بابك فاسترجع ثم قال: سمع وطاعة فسد بابه، ثم أرسل إلي عمر ثم أرسل إلي ابن عباس مثل ذلك.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ولكن الله فتح باب علي وسد أبوابكم) (وفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٨، ومجمع الزوائد: ٩ / ١١٤ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٤٩ ح ١٤٦٧٣ كتاب المناقب، وكنز العمال: ٦ / ٤٠٨ ط.
دكن ١٣١٢، ومنتخب الكنز: ٥ / ٥٥، والحاوي للفتاوى: ٢ / ٥٧ رسالة شد الأثواب في سد الأبواب، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٣٥١ مناقب الخلفاء الأربعة).
وعن جابر بن سمرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سدوا أبواب المسجد إلا باب علي).
فقال رجل: اترك لي قدر ما أخرج وأدخل؟.
فقال رسول الله: (لم أؤمر بذلك).
قال: اترك بقدر ما أخرج صدري يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم أؤمر بذلك)، وانصرف.
قال رجل: فبقدر رأسي يا رسول الله؟.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم أؤمر بذلك).
وانصرف واجدا باكيا حزينا.
فقال رسول الله: (لم أؤمر بذلك سدوا أبواب المسجد إلا باب علي) (وفاء الوفاء: ٢ / ٤٨٠، وتاريخ المدينة للسمهودي: ١ / ٣٤٠ ط. مصر مع تفاوت يسير، والحاوي للفتاوى: ٢ / ٥٧ رسالة شد الأثواب في سد الأبواب بتفاوت عن الطبراني).
وأخرج أبو نعيم وابن مردويه عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسد الأبواب التي في المسجد فشق عليهم، قال حبة: إني لأنظر إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان وهو يقول: أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك فقال رجل يومئذ: ما يألو برفع ابن عمه.
قال: فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد شق عليهم فدعا الصلاة فلما اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة قط كان أبلغ منها تمجيدا وتوحيدا، فلما فرغ قال: (يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنته ثم قرأ: (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) (تفسير الدر المنثور: ٦ / ١٢٢ ذيل مورد الآية - النجم - ١، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٣٥١ مناقب الخلفاء الأربعة).
وأخرج البزار عن مصعب بن سعد عن أبيه أن النبي قال: (سدوا كل خوخة في المسجد إلا خوخة علي) (لسان العرب: ٢ / ١٤ باب الخاء مادة خوخ، ونظم درر السمطين ١٠٨ ط.
مطبعة القضاء بمصر عن البزار برقم ٢٥٥٦).
صحة وتواتر حديث سد الأبواب أجمع الحفاظ على صحة حديث سد الأبواب في أمير المؤمنين علي.
وكما علمت مفصلا فقد روي عن أكثر من بضع وعشرين طريقا عن أجلاء الصحابة أكثرها حسان وبعضها صحاح، وجل رواتها ثقات كما ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني القول المسدد: ١٧ - ٢٠، وفتح الباري: ٧ / ١٢ - ١١ ط. مصر و ٧ / ١٨ ح ٣٦٥٤.
* وقد صرح السيوطي وغيره بتواتره في علي إتحاف ذوي الفضائل: ١٦٧ ح ٢١٣، ونظم المتناثر: ٢٠٣ ح ٢٢٩.
* وقال في القول المسدد: هو حديث مشهور له طرق متعددة كل طريق منها على انفراده لا تقصر عن رتبه الحسن ومجموعها مما يقطع بصحته.
وقال: فهذه الطرق المتظاهرة من روايات الثقات تدل على أن الحديث صحيح دلالة قوية القول المسدد: ١٧ - ١٨ - ٢١ ط. حيدر آباد سنة ١٣١٩ ه الطبعة الأولى، و ١٤٠٠ ه الطبعة الثالثة، وفتح الملك العلي عنه: ٦١.
وقال: هذه الأحاديث تقوي بعضها بعضا وكل طريق منها صالحة للاحتجاج فضلا عن مجموعها. وقد أخطأ [ابن الجوزي] في ذلك خطأ شنيعا فإنه سلك رد الأحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة مع أن الجمع بين القصتين ممكن وفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٦ الباب الرابع الفصل ١٢، وفتح الباري: ٧ / 12 ط. مصر و 7 / 18 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية.
وقال في أجوبته على المصابيح: وقد ورد من طرق كثيرة صحيحة أن النبي لما أمر بسد الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب علي، فشق على بعض الصحابة، فأجابهم بعذره في ذلك أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح المطبوع بذيل مشكاة المصابيح: 3 / 1790.
ويشهد لصحته احتجاج سعد: أخرجه الشاشي قال سعد لمروان لما سب عليا: أخبرك بأربع سبق لعلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أحد منا ينتحلهن، دخل علينا رسول الله المسجد ونحن رقود فينا أبو بكر وعمر فجعل يوقضنا رجلا رجلا ويقول: (لا ترقدوا في المسجد ارقدوا في بيوتكم) حتى انتهى إلى علي فقال: (يا علي أما أنت فنم فإنه يحل لك فيه ما يحل لي) مسند الشاشي: 1 / 146 ح 82 مسند سعد - بقية حديث إبراهيم بن سعد.