وكان على الطائف عثمان (1) بن أبي العاصي بن بشر بن عبد دهمان الثقفي، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليها.
فإذا كان رسول الله قد أسس هذا الأساس وأظهر بني أمية لجميع الناس بتوليتهم أعماله فيما فتح الله عليه من البلاد كيف لا يقوى ظنهم ولا ينبسط رجاؤهم ولا يحتد في الولاية أملهم.
أم كيف لا يضعف أمل بني هاشم وينقبض رجاؤهم ويقصر أملهم وكبيرهم العباس بن عبد المطلب وابن أخيه علي بن أبي طالب رضي الله عنهما يريد أحدهما استعلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض موته عن هذا الأمر هل هو فيهم أم في غيرهم ويأبى الآخر ذلك، كما أخرج البخاري من حديث الزهري قال أخبرني عبد الله ابن كعب بن مالك الأنصاري أن عبد الله بن عباس أخبره أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
قال: أصبح بحمد الله بارئا. فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا وإني والله لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوفى من وجعه هذا، وإني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت اذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنسأله في هذا الأمر إن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا علمناه فأوصى بنا.
فقال علي: إنا والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس