حين قبض، فقال: وما يقعدكما؟
قالا: ننتظر هذا الرجل يخرج فنبايعه، يعنيان عليا.
فقال: أتريدون أن تنظروا حبل الحبلة من أهل هذا البيت وسموها في قريش تتسع.
قال: فقاما إلى سقيفة بني ساعدة، أو كلاما هذا معناه (السقيفة: ٦٨، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ٦ / ٤٣ الخطبة ٦٦).
تصريح عمر بن الخطاب قال في أثناء حواره لابن عباس: أما والله إن كان صاحبك هذا أولى الناس بالأمر بعد وفاة رسول الله إلا أنا خفناه على اثنتين حداثة سنه وحبه بني عبد المطلب (السقيفة: ٥٢ و ٧٣ و ١٢٩، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٥٧ الخطبة ٢٧، و ٦ / ٥٠ الخطبة ٦٦).
وقال له يوما: يا بن عباس ما أظن صاحبك إلا مظلوما.
فقلت: يا أمير المؤمنين عليه السلام فاردد عليه ظلامته.
فانتزع يده من يدي. يا بن عباس ما أظن القوم منعهم من صاحبك إلا أنهم استصغروه.
فقلت: والله ما استصغره الله حين أمره أن يأخذ براءة من أبي بكر (السقيفة: ٧٠، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ٦ / ٤٥ خطبة ٦٦).
وقال له يوما: يا بن عباس ما يمنع قومكم منكم وأنتم أهل البيت خاصة؟
قلت: لا أدري.
قال: لكني أدري، إنكم فضلتموهم بالنبوة فقالوا إن فضلوا بالخلافة مع النبوة لم يبقوا لنا شيئا (العقد الفريد: ٤ / ٢٦٥ كتاب الخلفاء - أمر الشورى).
تصريح عثمان بن عفان ذلك ما قد يستفاد من ضمن حواره مع ابن عباس حول الخلافة حيث قال:
إني أعوذ بالله منكم يا بني عبد المطلب إن كان لكم حق تزعمون أنكم غلبتم عليه فقد تركتموه في يدي من فعل ذلك بكم، وأنا أقرب إليكم رحما منه (تاريخ المدينة لابن شبة:
٣ / ١٠٤٦ حياة عثمان).
تصريح معاوية قال معاوية في رد رسالة محمد بن أبي بكر:
(فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه وخالفه على ذلك اتفقا واتسقا، ثم دعواه إلى أنفسهم فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما، فهما به الهموم وأرادا به العظيم فبايع وسلم لهما، لا يشركانه في أمرهما ولا يطلعانه على سرهما حتى قبضا وانقضى أمرهما.
إلى أن قال: أبوك مهد مهاده وبنى ملكه وشاده، فإن يكن ما نحن فيه صوابا فأبوك أوله، وأن يك جورا فأبوك أسسه، ونحن شركاؤه وبهديه أخذنا وبفعله اقتدينا، ولولا ما سبقنا إليه أبوك ما خالفنا ابن أبي طالب وأسلمنا له، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك فاحتذينا بمثاله جرأينا أباك فعل ما فعل فاحتذينا مثاله واقتدينا بفعاله فعب أباك ما بدا لك أو دع والسلام على من أناب ورجع عن غوايته وتاب (وقعة صفينلنصر بن مزاحم: ١٢٠ - ١٢١ الجزء الثاني - كتاب معاوية إلى محمد بن أبي بكر، ومروج الذهب: ٣ / ١٢ - ١٣ ذكر خلافة معاوية).
وأخرجه نصر بن مزاحم والمسعودي والبلاذري بطوله مع تفاوت في بعض الألفاظ (أنساب الأشراف: ٣ / ١٦٥ - ١٦٦ أمر مصر في خلافة علي ط. دار الفكر).
* أقول: اعترف عمر بمضمون كلام معاوية عندما قال لابن عباس: أما والله إن كان صاحبك هذا أولى الناس بالأمر بعد وفاةرسول الله صلى الله عليه وسلم... إن أول من ريثكم عن هذا الأمر أبو بكر.
(شرح النهج: ٢ / ٥٧ خطبة ٢٦).
تصريح سلمان الفارسي أنبأنا علي بن عبد الله أنبأنا أبو زرعة عبد الكريم بن إسحاق بن سهلويه أنبأنا أبو بكر الدينوري إجازة سمعت أبا منصور عبد الله بن علي الأصبهاني ببروجرد سمعت أبا القاسم الطبراني، حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة عن أشياخه قال: لما كان يوم السقيفة اجتمعت الصحابة على سلمان الفارسي فقالوا: يا أبا عبد الله إن لك سنك ودينك وعملك وصحبتك من رسول الله (فقل في هذا الأمر قولا يخلد عنك فقال: (گويم اگر شنويد).
ثم غدا عليهم فقالوا: ما صنعت أبا عبد الله فقال: (گفتم اگر بكار بريد) ثم أنشأ يقول:
ما كنت أحسب أن الأمر منصرف * عن هاشم ثم منهم عن أبي الحسن أوليس أول من صلى لقبلته * وأعلم بالقول بالأحكام والسنن ما فيهم من صنوف الفضل يجمعها * وليس في القوم ما فيه من الحسن يقال ليس لسلمان غير هذه الأبيات (التدوين في أخبار قزوين: ١ / ٧٨ - ٧٩ القول في بيان من ورد قزوين من الصحابة - سلمان).
أقول: سوف أذكر أن هذه الأبيات من تصريح ابن أبي لهب والعباس.
وأخرج البلاذري وابن أبي شيبة والفظ للأول: (كردان ونا كردان) أي عملتم وما عملتم، لو بايعوا عليا لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم (أنساب الأشراف: ١ / ٥٨٧ ح ١١٨٨ ط. مصر و ٢ / ٢٧٤ ط. دار الفكر، أمر السقيفة).
ولفظ الثاني: أخطأتم وأصبتم أما لو جعلتموها في أهل بيت نبيكم لأكلتموها رغدا (المصنف:
٧ / ٤٤٣ ح ٣٧٠٨٣ كتاب المغازي - خلافة علي -).
وذكره سبط ابن الجوزي بلفظ: (كردي نكردي) أي فعلتموها فوجئت عنقه (تذكرة الخواص:
٦٣ الباب الرابع).
وأخرجها الجوهري بلفظ ابن أبي شيبة (السقيفة: ٤٣، وشرح النهج: ٢ / ٤٩ خطبة ٢٦ و ٦ / ٤٣ خطبة ٦٦).
وأخرج عنه أيضا قوله: (أصبتم الخير ولكن أخطأتم المعدن) (السقيفة: ٦٧، وشرح النهج:
٦ / ٤٣ خطبة ٦٦).
تصريح العباس أخرج الحموي عن علي قال: قال العباس بن عبد المطلب حين بويع لأبي بكر:
ما كنت أحسب أن الأمر منصرف * عن هاشم ثم منها عن أبي الحسن أليس أول من صلى لقبلتكم * وأعلم الناس بالآثار والسنن وأقرب الناس عهدا بالنبي ومن * جبريل عون له في الغسل والكفن من فيه ما في جميع الناس كلهم وليس في الناس ما فيه من الحسن ماذا الذي ردكم عنه فنعرفه ها إن بيعتكم من أول الفتن (فرائد السمطين: ٢ / ٨٢ ح ٤٠١).
وأخرج ابن شبة قوله لعلي: (واحذر هؤلاء الرهط فإنهم لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الأمر حتى يقوم لنا به غيرنا) (تاريخ المدينة: ٣ / 926 تفصيل عمر لصفات الصحابة).
وفي رواية قال: (ما أحد أولى بمقام رسول الله منه (علي) (أهل البيت لتوفيق أبي علم: 236).
أقول: أخرج الطبري الأمامي كلاما للعباس عندما استسقى عمر به وتوسل:
(يستسقون بنا ويتقدمونا، فإذا قحطوا استسقوا بهم، وإذا ذكروا الخلافة تمنوا سالما مولى