18 - وحكى الزهري عن عائشة قالت: رأيت علي بن الحسين ساجدا في الحجر، وهو يقول: عبدك بفنائك، مسكينك بفنائك. سائلك بفنائك. فقيرك بفنائك. فما دعوت بها في كرب إلا وفرج عني.
19 - وقال الزهري: كانت الريح إذا هبت، سقط علي مغشيا عليه من الخوف.
20 - وقال أيضا: خرج يوما من المسجد، فتبعه رجل فسبه، فلحقه العبيد والموالي، فهموا بالرجل، فقال: دعوة، ثم قال: ما ستر الله عنك من أمرنا أكثر ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحى الرجل، فألقى علي عليه قميصة كانت عليه، وأعطاه ألف درهم، فكان الرجل إذا رآه بعد ذلك يقول: أشهد أنك من أولاد الرسول.
21 - قال رجل من ولد عمار بن ياسر: كان عند علي بن الحسين قوم، فاستعجل خادما له، فأخرج شواء من التنور، وأقبل الخادم عجلا وبيده السفود وبين يدي علي ولد له صغير، فسقط السفود على الصغير، فنش ومات، فبهت الخادم، فنظر إليه علي وقال: أنت لم تتعمد هذا، أنت حر لوجه الله تعالى، ثم أمر بمواراة الولد.
22 - قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال لي أبي علي: يا بني لا تصحبن خمسة، ولا توافقهم في طريق: لا تصحبن فاسقا، فإنه يبيعك بأكلة فما دونها، ولا بخيلا فإنه يقطع بك عن ماله أحوج ما كنت إليه، ولا كذابا فإنه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد، ولا أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، ولا قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في مواضع من كتاب الله (1).
23 - قال الثمالي: حدثني إبراهيم بن محمد قال: سمعت علي بن الحسين