فاجتمعوا إليه، وان أكثرهم ليلف رداءه على قدميه من شده الرمضاء، فصعد على تلك الرحال حتى صار في ذروتها، ودعا عليا عليه السلام فرقى معه حتى قام عن يمينه.
ثم خطب فحمد الله وأثنى عليه ووعظ، ونعى إلى الأمة نفسه، فقال: " إني دعيت و يوشك ان أجيب، فقد حان (1) منى خفوق من بين أظهركم، وإني مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ".
ثم نادى بأعلى صوته: " الست أولى بكم منكم بأنفسكم؟ قالوا: بلى، فقال لهم - على النسق وقد اخذ بضبعي على حتى رئي بياض إبطيهما - " من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ".
ثم نزل وامر عليا عليه السلام ان يجلس في خيمه، ثم امر الناس ان يدخلوا عليه فوجا فوجا و يهنئوه بالإمامة، ويسلموا عليه بأمره المؤمنين.
وأنشأ حسان يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم واسمع بالرسول مناديا الأبيات (2) ولم يبرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المكان حتى نزل: " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " (3) فقال: الحمد لله على كمال الدين وتمام النعمة