ورضا الرب برسالتي والولاية لعلى عليه السلام من بعدي (1).
462 - ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة من حجه الوداع بعث أسامة بن زيد، وأمره ان يقصد إلى حيث قتل أبوه، وأمره على وجوه المهاجرين والأنصار وفيهم أبو بكر وعمر وأبو عبيده وعسكر أسامة بالجرف، واشتكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شكايته التي توفى فيها، وكان صلى الله عليه وآله يقول: نفذوا جيش أسامة ويكرر ذلك، وانما فعل صلى الله عليه وآله وسلم لئلا يبقى بالمدينة عند وفاته من يختلف في الإمامة ويطمع في الإمارة، ويستوثق الامر لأهل بيته لعلي ومن بعده (2).
فصل - 13 - 463 - ولما أحس النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمرض الذي اعتراه (3) اخذ بيد علي عليه السلام وقال: أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، وان جبرئيل كان يعرض القرآن على كل سنه مره، وقد عرض على العام مرتين، ولا أراه الا لحضور أجلي.
ثم قال: إني خيرت يا علي بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنة، فاخترت لقاء ربي و الجنة، فإذا انا مت فاغسلني، واستر عورتي فإنه لا يراها أحد الا اكمه، فمكث ثلاثة أيام موعوكا (4)، ثم خرج إلى المسجد معصوب الرأس متكئا على علي عليه السلام بيمينه وعلى الفضل بن العباس باليد الأخرى، فجلس على المنبر وخطب.
ثم قال: أيها الناس انه ليس بين الله وبين أحد شئ يعطيه به خيرا ويصرف عنه شرا الا العمل (الصالح) (5) أيها الناس لا يدع مدع ولا يتمن (6) متمن، والذي بعثني بالحق نبيا لا ينجي الا عمل مع وجه الله (7) ولو عصيت لهويت.
ثم نزل ودخل بيته، وكان في بيت أم سلمة، فجاءت عائشة تسأله ان ينتقل إليها لتتولى