ليس له فيها مجير فنظر إلى رجل من أهل مكة من قريش - قد كان أسلم سرا - فقال له:
ائت مطعم بن عدي، فسله ان يجيرني حتى أطوف واسعى، فقال له: ائته وقل له: ني قد اجرتك، فتعال وطف واسع ما شئت، فاقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال مطعم لولده واختانه و أخيه طعيمة: خذوا سلاحكم، فانى قد اجرت محمدا، وكونوا حول الكعبة حتى يطوف و يسعى - وكانوا عشره - فأخذوا السلاح.
واقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى دخل المسجد ورآه أبو جهل، فقال يا معشر قريش هذا محمد وحده، وقد مات ناصره فشأنكم به، فقال طعيمة: يا عم لا تتكلم، فان أبا وهب قد أجار محمدا، فقال أبو جهل: أبا وهب أمجير أم صابئ (1)؟ قال: بل مجير، قال: إذا لا نخفر جوارك.
فلما فرغ رسول الله من طوافه وسعيه جاء إلى مطعم وقال: يا أبا وهب قد اجرت و أحسنت، فرد على جواري، فقال: وما عليك ان تقيم في جواري، فقال لا أقيم في جوار مشرك أكثر من يوم، فقال مطعم: يا معشر قريش قد خرج محمد من جواري (2).
فصل - 8 - 441 - ذكر علي بن إبراهيم ان أسعد بن زرارة وذكوان خرجا إلى عمره رجب، وكان أسعد صديقا لعتبة بن ربيعه، فنزل عليه، فقال له: انه كان بيننا وبين قومنا حروب، وقد جئناك نطلب الحلف عليهم، فقال عتبه: بعدت دارنا من داركم ولنا شغل لا نتفرغ لشئ قال: وما شغلكم وأنتم في حرمكم وأمنكم؟ فقال عتبه: خرج فينا رجل يدعى انه رسول الله سفه أحلامنا (3)، فقال أسعد ومن هو منكم؟ قال: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب من أوسطنا شرفا وأعظمنا بيتا وكان أسعد وذكوان وجميع الأوس والخزرج يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم النضير وقريظة وقينقاع ان هذا أوان نبي يخرج من مكة يكون مهاجره بالمدينة، فلما سمع