436 - وفي حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وآله: رأيت في السماء السادسة موسى عليه السلام، ورأيت في السابعة إبراهيم عليه السلام ثم قال: جاوزنا متصاعدين إلى أعلى عليين، ووصف ذلك إلى أن قال: ثم كلمني ربي وكلمته، ورأيت الجنة والنار، ورأيت العرش وسدرة المنتهى.
قال: ثم رجعت إلى مكة، فلما أصبحت حدثت فيه الناس، فأكذبني أبو جهل و المشركون، وقال مطعم بن عدي: أتزعم انك سرت مسيره شهرين في ساعة؟ اشهد انك كاذب، ثم قالت قريش: أخبرنا عما رأيت.
فقال: مررت بعير بنى فلان، وقد أضلوا بعيرا لهم وهم في طلبه، وفي رحلهم قعب من ماء مملو، فشربت الماء فغطيته كما كان، فاسألوهم هل وجدوا الماء في القدح؟ قالوا: هذه آية واحدة، فقال صلى الله عليه وآله: مررت بعير بنى فلان فنفر بعير فلان، فانكسرت يده، فاسألوهم عن ذلك، فقالوا: هذه آية أخرى، قالوا: فأخبرنا عن عيرنا قال: مررت بها بالتنعيم، وبين لهم أحوالها وهيئاتها، قالوا: هذه آية أخرى (1).
437 - وفي رواية أخرى قال أبو جهل: قد أمكنتكم الفرصة منه، فاسألوه كم فيها من الأساطين والقناديل؟ فقالوا: يا محمد ان هاهنا من دخل بيت المقدس فصف لنا أساطينه و قناديله، فجاء جبرئيل عليه السلام فعلق صوره بيت المقدس تجاه (2) وجهه فجعل يخبرهم بما سألوه عنه، فلما اخبرهم قالوا: حتى تجئ العير ونسألهم عما قلت، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: تصديق ذلك أن العير تطلع عليكم عند طلوع الشمس يقدمها جمل احمر (3) عليه غرارتان، فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة والقرص، فإذا العير يقدمها جمل احمر، فسألوهم عما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: لقد كان هذا فلم يزدهم الا عتوا (4).