قصص الأنبياء - الراوندي - الصفحة ٢٢٦
مضجعا، ثم نزع الله روحه وأخفى مكانه على جميع الخلائق مائه عام، وكان قد وعده الله انه سيعيد فيها الملك والعمران، فلما مضى سبعون عاما اذن الله في عمارة إيليا، فأرسل الله ملكا إلى ملك من ملوك فارس يقال له: كوشك، فقال: ان الله يأمرك ان تنفر بقوتك و رجالك حتى تنزل إيليا فتعمرها فندب الفارسي كذلك ثلاثين الف قهرمان، ودفع إلى كل قهرمان الف عامل بما يصلح لذلك من الاله والنفقة فسار بهم، فلما تمت عمارتها بعد ثلاثين سنه امر عظام إرميا ان تحيى، فقام حيا كما ذكر الله في كتابه (1).
فصل - 1 - 297 - وبالاسناد المذكور، عن وهب بن منبه: انه لما انطلق بخت نصر بالسبي و الأسارى من بني إسرائيل وفيهم دانيال وعزير عليه السلام وورد ارض بابل اتخذ بني إسرائيل خولا، فلبث (1) سبع سنين ثم انه رأى رؤيا عظيما امتلأ منها رعبا ونسيها، فجمع قومه و قال: تخبروني بتأويل رؤياي المنسية إلى ثلاثة أيام والا لأصلبنكم وبلغ دانيال ذلك من شان الرؤيا وكان في السجن فقال لصاحب السجن: انك أحسنت صحبتي، فهل لك ان تخبر الملك ان عندي علم رؤياه تأويله؟ فخرج صاحب السجن، وذكر لبخت نصر فدعا به.
وكان لا يقف بين يديه أحد الا سجد له، فلما طال قيام دانيال وهو لا يسجد له، قال للحرس: أخرجوا واتركوه، فخرجوا فقال: يا دانيال ما منعك ان تسجد لي؟ فقال: ان لي ربا آتاني هذا العلم على إني لا اسجد لغيره، فلو سجدت لك انسلخ عنى العلم فلم ينتفع بي، فتركت السجود نظرا إلى ذلك.
قال بخت نصر: وفيت لإلهك فصرت آمنا منى فهل لك علم بهذه الرؤيا؟ قال: نعم رأيت صنما عظيما رجلاه في الأرض، ورأسه في السماء، أعلاه من ذهب ووسطه من فضه وأسفله من نحاس وساقاه من حديد ورجلاه من فخار، فبينا أنت تنظر إليه وقد أعجبك حسنه و عظمه واحكام صنعته والأصناف التي ركبت فيها، إذ قذفه بحجر من السماء، فوقع

١ - بحار الأنوار ١٤ / 364 - 366، برقم: 6 وفيه: كما ذكره في كتابه. أقول: ورد ذكره في الذكر الحكيم في سورتين: البقرة: 259 والاسراء: 4 - 7.
2 - في البحار: لبث.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف مقدمة التحقيق الباب الأول: في ذكر خلق آدم عليه السلام و حوا عليها السلام 38
2 الباب الثاني: في نبوة إدريس و نوح عليهما السلام 77
3 الباب الثالث: في ذكر هود و صالح عليهما السلام 92
4 في حديث إرم ذات العماد 97
5 الباب الرابع: في نبوة إبراهيم عليه السلام 107
6 الباب الخامس: في ذكر لوط و ذي القرنين عليهما السلام 120
7 الباب السادس: في نبوة يعقوب و يوسف عليهما السلام 129
8 الباب السابع: في ذكر أيوب و شعيب عليهما السلام 142
9 الباب الثامن: في نبوة موسى بن عمران صلوات الله عليه 151
10 في حديث موسى و العالم 159
11 في حدث البقرة 162
12 في مناجاة موسى 163
13 في حديث حزبيل لما طلبه فرعون 169
14 في تسع آيات موسى 170
15 في حديث بعلم بن باعورا 176
16 في وفاة هارون وموسى 178
17 في خروج صفراء على يوشع بن نون 179
18 الباب التاسع: في بني إسرائيل. 180
19 الباب العاشر: في نبوة إسماعيل و حديث لقمان 191
20 الباب الحادي عشر: في نبوة داود عليه السلام 201
21 الباب الثاني عشر: في نبوة سليمان عليه السلام و ملكه 211
22 الباب الثالث عشر: في أحوال ذي الكفل و عمران عليهما السلام 214
23 الباب الرابع عشر: في حديث زكريا و يحيى عليهما السلام 218
24 الباب الخامس عشر: في نبوة إرميا و دانيال عليهما السلام 223
25 في علامات خسوف الشمس في الاثني عشر شهرا 235
26 في علامات خسوف القمر طول السنة 236
27 الباب السادس عشر: في حديث جرجيس و عزيز و حزقيل و إليا: 238
28 الباب السابع عشر: في ذكر شيعا و أصحاب الأخدود و الياس و اليسع و يونس و أصحاب الكهف و الرقيم عليهم السلام 244
29 الباب الثامن عشر: في نبوة عيسى و ما كان في زمانه و مولده و نبوته 263
30 الباب التاسع عشر: في الدلائل على نبوة محمد صلى الله عليه و آله من المعجزات و غيرها 280
31 الباب العشرون: في أحوال محمد صلى الله عليه و آله 314
32 في مغازيه 336