ابن النبي الذي يسجد (1) لربه عز وعلا، فلا تدنسها بلحم الخنازير وغيرها، فان لها ربا سيعيدها حيث كانت، فاطاعه واعتزل دانيال وأقصاه وجفاه.
وكانت له امرأة حكيمة نشأت في تأديب دانيال تعظه وتقول: ان أباك كان يستغيث بدانيال فأبى ذلك، فعمل في كل عمل سوء حتى عجت الأرض منه إلى الله تعالى جلت عظمته فبينا هو في عيد إذا بكف ملك يكتب على الجدار ثلاثة أحرف، ثم غابت الكف و القلم وبهتوا، فسألوا دانيال بحق تأويل ذلك المكتوب، وكان كتب: وزن فخف، ووعدنا نجز، جمع فتفرق. فقال:
اما الأول - فإنه عقلك وزن فخف، فكان خفيفا في الميزان.
والثاني - وعد ان يملك، فأنجزه اليوم.
والثالث - فان الله تعالى كان قد جمع لك ولوالدك من قبلك ملكا عظيما ثم تفرق اليوم، فلا يجتمع إلى يوم القيامة.
فقال له: ثم ما ذا؟ قال: يعذبك الله، فأقبلت بعوضه تطير حتى دخلت في إحدى منخريه فوصلت إلى دماغه وتؤذيه، فأحب الناس عنده من حمل مرزبة فيضرب بها رأسه، و يزداد كل يوم ألما إلى أربعين ليله حتى مات وصار إلى النار (2).
300 - وعن ابن بابويه، حدثنا أحمد بن الحسن القطان، حدثنا الحسن بن علي السكري (3)، حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا الجوهري حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الباقر عليه السلام سألته عن تعبير الرؤيا عن دانيال عليه السلام أهو صحيح؟ قال: نعم كان يوحى إليه، وكان نبيا، وكان ممن علمه الله تأويل الأحاديث، وكان صديقا حكيما، وكان والله يدين بمحبتنا أهل البيت قال جابر: بمحبتكم أهل البيت؟ قال: أي والله وما من نبي ولا ملك الا وكان يدين