فأخبرت زكريا بذلك، فقال زكريا: يا بنى ما يدعوك إلى هذا؟ وانما أنت صبي صغير، فقال:
يا أبت أما رأيت من هو أصغر منى قد ذاق الموت؟ قال: بلى، وقال لامه: انسجي له المدرعة، فاتى بيت المقدس واخذ يعبد الله تعالى حتى اكلت مدرعة الشعر لحمه وجعل يبكى، وكان زكريا إذا أراد ان يعظ يلتفت يمينا وشمالا، فان رأى يحيى لم يذكر جنة ولا نارا (1).
289 - وفي خبر آخر: ان عيسى بن مريم عليه السلام بعث يحيى بن زكريا في اثنى عشر من الحواريين يعلمون الناس وينهاهم عن نكاح ابنه الأخت، قال: وكان لملكهم بنت أخت تعجبه، وكان يريد ان يتزوجها، فلما بلغ أمها ان يحيى نهى عن مثل هذا النكاح أدخلت بنتها على الملك بزينة، فلما رآها سألها عن حاجتها، قالت حاجتي ان تذبح يحيى بن زكريا، فقال: سلي غير هذا، فقالت: لا أسألك غير هذا، فلما أبت عليه دعا بطشت ودعا يحيى عليه السلام فذبحه، فبدرت قطره من دمه فوقعت على الأرض، فلم تزل تعلو حتى بعث الله بخت نصر عليهم، فجاءته عجوز من بني إسرائيل فدلته على ذلك الدم، فالقى في نفسه ان يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن، فقتل عليها سبعين ألفا في سنه واحدة ثم سكن (2).
فصل - 3 - 290 - وعن ابن بابويه، حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدثنا جدي يحيى بن الحسن، حدثنا محمد بن إبراهيم التميمي، حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي كاتب، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم إني قتلت بدم يحيى بن زكريا سبعين ألفا، وسأقتل بالحسين (3) عليه السلام سبعين ألفا وسبعين ألفا (4).