قالوا: من قبل انا وطنا أنفسنا على البلاء وحرصنا عليه فعزينا (1) أنفسنا.
قال: فما بالكم لا تصيبكم الآفات؟
قالوا: من قبل انا لا نتوكل على غير الله تعالى ولا نستمطر بالانواء والنجوم.
قال: فحدثوني أهكذا وجدتم آبائكم يفعلون؟
قالوا: وجدنا آبائنا يرحمون مسكينهم، ويواسون فقيرهم، ويعفون عمن ظلمهم، و يحسنون إلى من أساء إليهم، ويستغفرون لمن سبهم، ويصلون أرحامهم، ويؤدون أمانتهم، ويصدقون ولا يكذبون، فأصلح الله بذلك أمرهم.
فأقام عندهم ذو القرنين حتى قبض، ولم يكن له فيهم عمر، وكان قد بلغ السن وأدرك الكبر، وكان عده ما سار في البلاد إلى يوم قبضه الله تعالى خمسمائة عام (2).