التاريخ وحركة التقدم البشري ونظرة الإسلام - الشيخ محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ١١٣
5 - المعروف والمنكر والأكثرية الصامتة من فرائض الإسلام الكبرى فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد ورد تشريع هذه الفريضة في الكتاب الكريم والسنة الشريفة في عدة نصوص دالة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على جميع المسلمين بنحو الواجب الكفائي 1.
كما وردت نصوص أخرى كثيرة في الكتاب والسنة، منها ما يشتمل على بيان الشروط التي يتنجز بها وجوب هذه الفريضة على المسلم. ومنها ما يضئ الجوانب السياسية والاجتماعية لهذه الفريضة، كما يوضح المبدأ الفكري الإسلامي العام الذي ينبثق منه هذا التشريع، دل على وجوب هذه الفريضة من الكتاب الكريم قوله تعالى:
ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، أولئك هم المفلحون 2.
فقد دلت هذه الآية على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة دلالة لام الأمر في ولتكن على الوجوب.

(١) من جملة تقسيمات الواجب عند علماء أصول الفقه تقسيمه إلى واجب عيني وواجب كفائي. ويعنون بالواجب العيني ما يتعلق بكل مكلف ولا يسقط عن أحد من المكلفين بفعل غيره. ويعنون بالواجب الكفائي ما يطلب فيه وجود الفعل من أي مكلف كان، فهو يجب على جميع المكلفين ولكن يكتفى بفعل بعضهم فيسقط عن الآخرين. نعم إذا تركه جميع المكلفين فالجميع مذنبون. وأمثلة الواجب الكفائي كثيرة في الشريعة منها تجهيز الميت والصلاة عليه، ومنها الحرف والصناعات والمهن التي يتوقف عليها انتظام شؤون حياة الناس ومنها الاجتهاد في الشريعة، ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
(2) سورة آل عمران (مدنية - 3) الآية: 104.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»