ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب، وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيرا، خير لكم مني أميرا 1.
وقد ذكر الإمام، فيما بعد، بموقفه هذا في مناسبات كثيرة، منها قوله في كلام له عند خروج طلحة والزبير عليه:
فأقبلتم إلي إقبال العوذ المطافيل على أولادها 2، تقولون: البيعة البيعة!!
قبضت كفي فبسطتموها، ونازعتكم يدي فجاذبتموها 3.
ومنها قوله لطلحة والزبير أيضا:
والله ما كانت لي في الخلافة رغبة، ولا في الولاية إربة 4، ولكنكم دعوتموني إليها، وحملتموني عليها... 5.
وقال في موقف آخر:
... وبسطتم يدي فكففتها، ومددتموها فقبضتها. ثم تداككتم علي 6 تداك الإبل الهيم 7 على حياضها يوم وردها، حتى انقطعت النعل، وسقط الرداء، ووطئ الضعيف، وبلغ من سرور الناس ببيعتهم إياي أن ابتهج بها الصغير، وهدج إليها الكبير 8، وتحامل نحوها العليل، وحسرت 9 إليها الكعاب 10.