... ولقد أصبحنا في زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا 1 ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة. ما لهم! قاتلهم الله! قد يرى الحول القلب 2 وجه الحيلة ودونها مانع من أمر الله ونهيه، فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا حريجة 3 له في الدين 4.
وقال في موقف آخر:
والله ما معاوية بأدهى مني، ولكنه يغدر ويفجر. ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس. ولكن كل غدرة فجرة، وكل فجرة كفرة ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة 5 والله ما أستغفل بالمكيدة، ولا استغمز 6 بالشديدة 7.
* وبعد هذا التمهيد، كيف تعامل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مع التاريخ في مجال تعليمه السياسي.