العدل أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الحكمي حدثنا أبو اليسر إملاء حدثنا أبو يعقوب يوسف بن منصور السياري الحافظ إملاء وذكر إسنادا رفعه إلى حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ستفتح مدينة بخراسان خلف نهر يقال له جيحون تسمى بخارى، محفوفة بالرحمة ملفوفة بالملائكة منصور أهلها النائم فيها على الفراش كالشاهر سيفه في سبيل الله، وخلفها مدينة يقال لها سمرقند، فيها عين من عيون الجنة وقبر من قبور الأنبياء وروضة من رياض الجنة تحشر موتاها يوم القيامة مع الشهداء، من خلفها تربة يقال لها قطوان، يبعث منها سبعون ألف شهيد يشفع كل شهيد في سبعين ألفا من أهل بيته وعترته، قال فقال حذيفة:
لوددت أن أوافق ذلك الزمان فكان أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين مسجد الرسول أو المسجد الحرام. وكانت معاملة أهل بخارى في أيام السامانية بالدراهم ولا يتعاملون بالدنانير فيما بينهم، فكان الذهب كالسلع والعروض، وكان لهم دراهم يسمونها الغطريفية من حديد وصفر وآنك وغير ذلك من جواهر مختلفة، وقد ركبت فلا تجوز هذه الدارهم إلا في بخارى ونواحيها وحدها، وكانت سكتها تصاوير، وهي من ضرب الاسلام، وكانت لهم دراهم اخر تسمى المسيبية والمحمدية جميعها من ضرب الاسلام. ومع ما وصفنا من فضل هذه المدينة فقد ذمها الشعراء ووصفوها بالقذارة وظهور النجس في أزقتها لأنهم لا كنف لهم، فقال لهم أبو الطيب طاهر بن محمد بن عبد الله بن طاهر الطاهري:
بخارى من خرا لاشك فيه، يعز بربعها الشئ النظيف فإن قلت الأمير بها مقيم، فذا من فخر مفتخر ضعيف إذا كان الأمير خرا فقل لي!
أليس الخرء موضعه الكنيف؟
وقال آخر:
أقمنا في بخارى كارهينا، ونخرج إن خرجنا طائعينا فأخرجنا إله الناس منها، فإن عدنا فإنا ظالمونا وقال محمود بن داود البخاري وقد تلوث بالسرجين:
باء بخارى، فاعلمن، زائده والألف الوسطى بلا فائدة فهي خرا محض وسكانها كالطير في أقفاصها راكده وقال أيضا:
ما بلدة مبنية من خرا، وأهلها في وسطها دود تلك بخارى من بخار الخرا، يضيع فيها الند والعود وقال أبو أحمد بن أبي بكر الكاتب:
فقحة الدنيا بخارى، ولنا فيها اقتحام ليتها تفسو بنا الآن، فقد طال المقام وأما حديث فتحها: فإنه لما مات زياد ابن أبيه، في سنة ثلاث وخمسين، في أيام معاوية فوفد عبيد الله بن زياد على معاوية، فقال له معاوية: من استخلف أخي