الفراهيدي (ت 175 ه) لكلمة " الفهرس " في كتابه " العين " (1) - الذي عد من المساهمات الأولى في إرساء علم الفهرسة (2) - وبيان معناها بنحو يدل على دخوله في الحضارة الإسلامية بتاريخ سابق على وفاته. ومنها أيضا: مصنفا جابر بن حيان الكوفي (ت 200 ه)، فقد ترك فهرسا كبيرا يحتوي على جميع ما ألف في الصنعة وغيرها، وفهرسا صغيرا يحتوي على ما ألف في الصنعة فقط، كما ذكر ذلك النديم (3) (ت 380 ه) وأشار إلى وجود (5) فهارس أخرى ظهرت في أزمان مختلفة (4).
وظهر في القرن الثالث كتابا أحمد بن طيفور البغدادي (ت 280 ه):
" بلاغات النساء " و " أخبار المؤلفين والمؤلفات "، كما احتوت خزانة بيت الحكمة في بغداد زمن الخليفة العباسي المأمون (ت 218 ه) على فهرس لها. ويروى أن المأمون سأل الحسن بن سهل عن أشرف كتب العجم، فذكر له كتاب " جاويدان خرد "، فدعا المأمون بفهرس كتبه وجعل يقلبه فما رأى له ذكرا، فقال: كيف يسقط ذكر هذا الكتاب من الفهرس (5)؟
ومما دون للقرن الرابع أن لكل من سعد بن عبد الله الأشعري القمي (ت 299 / 301 ه)، وعبد الله بن جعفر الحميري (كان حيا سنة مئتين وتسعين