وقال النجاشي: وقد جمعت من ذلك ما استطعته، ولم أبلغ غايته (1).
وأنت خبير بأن كتب قدماء الأصحاب قد تفرق شملها أيادي سبا، وهب بها ريح الجنوب والصبا، لحوادث جرت عليها، وأهوال توالت على أربابها، مع أن الدولة كانت في غيرهم والقوم بخلافهم، أحاطهم التقية من كل مكان، وشملهم الخوف في كل عصر وأوان، حتى إن بقاء هذه البقية من أغاليط الزمان وغفلات الدوران، وزد على ذلك ضيق اليد عن تحصيل الكتب ونشره، وقلة الاهتمام من أهله.
فقد ضاع كتب محمد بن أبي عمير (2) لكونه في الحبس أربع سنين، واحترق