من رأى حاشيته على حاشية الخفري (1) يحكم بأن الواجب على الخفري (2) أن يقرأها عليه ويستفيد منه، ليحل له مواضعه المشكلة ويحقق له مواقعها المبهمة، ثم يشكره ويحسن الثناء عليه.
وبالجملة لساني في مدحه قاصر، وبياني في شرح فضله خاسئ خاسر.
وله رسالة أنيقة وعجالة دقيقة في " تفسير آية الكرسي " (3)، قد حقق و دقق وعمق وبين الحق.
ثم إنه قد ظهر لي مباينته في الطريقة لوالده العلامة، إذا والده لم يعتقد للملوك وجودا ولم يرخص لنفسه إليهم سلوكا، وهو بخلاف والده، لأنه ألف رسالة التفسير تحفة لملك عصره، والله يعلم بواطن خلقه - انتهى كلامه.
أقول: لا يفهم من آخر كلامه في بيان مباينته لوالده إلا مباينته في سلوكه و معاشرته، حيث إن أباه كان طالبا للانزواء، وهو بخلاف ذلك، والذي يفهم من كلام السيد نعمة الله الجزائري - كما سيأتي نقله - مباينته لوالده في المشرب.
وذكره في " اللؤلؤة "، وذكر مصنفاته، وقال في حقه: كان فاضلا عالما متكلما جليلا نبيلا، جامعا لأكثر العلوم سيما في العقليات والرياضيات، قال بعض