المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحافظ النيسابوري قال: يحيى بن أكثم ابن محمد التميمي وأبو محمد القاضي المروزي كان من أئمة أهل العلم، ومن نظر له في كتاب التنبيه عرف تقدمه في العلوم.
أخبرنا التنوخي قال: قال طلحة بن محمد بن جعفر: ويحيى بن أكثم أحد أعلام الدنيا، ومن قد اشتهر أمره وعرف خبره، ولم يستر عن الكبير والصغير من الناس فضله وعلمه، ورياسته وسياسته لأمره، وأمر أهل زمانه من الخلفاء والملوك. واسع العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن العارضة، قائم بكل معضلة. وغلب على المأمون.
حتى لم يتقدمه أحد عنده من الناس جميعا. وكان المأمون ممن برع في العلوم، فعرف من حال يحيى بن أكثم وما هو عليه من العلم والعقل ما أخذ بمجامع قلبه، حتى قلده قضاء القضاء، وتدبير أهل مملكته. فكانت الوزراء لا تعمل في تدبير الملك شيئا إلا بعد مطالعة يحيى بن أكثم، ولا نعلم أحدا غلب على سلطانه في زمانه إلا يحيى بن أكثم وابن أبي دؤاد.
أخبرني الصيمري، حدثنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني أبو عبد الله الحكيمي عن أبي العيناء قال: سئل رجل من البلغاء عن يحيى بن أكثم، وابن أبي دؤاد أيهما أنبل؟ فقال: كان أحمد يجد مع جاريته وابنته، ويحيى يهزل مع خصمه وعدوه.
قلت: وكان يحيى سليما من البدعة ينتحل مذهب أهل السنة.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا منصور محمد بن القاسم العتكي يقول: سمعت الفضل بن محمد الشعراني يقول: سمعت يحيى بن أكثم يقول: القرآن كلام الله، فمن قال مخلوق يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ قال: أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبد الله قال: حدثني عمي - من لفظه غير مرة - قال: سألت أحمد بن حنبل عن يحيى بن أكتم؟ فقال: ما عرفناه ببدعة.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا محمد ابن هارون بن المجدر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: ذكر يحيى بن أكثم عند أبي فقال: ما عرفت فيه بدعة، فبلغت يحيى فقال: صدق أبو عبد الله، ما