7465 - يحيى بن المبارك بن المغيرة، أبو محمد العدوي المعروف باليزيدي المقرئ:
صاحب أبي عمرو بن العلاء البصري. سكن بغداد وحدث بها عن أبي عمرو بن العلاء، وابن جريج. روى عنه ابنه محمد، وأبو شعيب صالح بن زياد السوسي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي، وأبو عمر الدوري، وأحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي، وإبراهيم بن محمد أخوه. وهو مولى عدي بن عبد مناة من الرباب، وإنما قيل له اليزيدي لأنه كان منقطعا إلى يزيد بن منصور الحميري. خال ولد المهدى يؤدب ولده، فنسب إليه، ثم اتصل بالرشيد فجعل المأمون في حجرة وأدبه. وكان اليزيدي ثقة، وكان أحد القراء الفصحاء، عالما بلغات العر ب، وله كتاب نوادر في اللغة، على مثال كتاب نوادر الأصمعي الذي عمله لجعفر بن يحيى، وفي مثل عدد ورقه. وكان أيضا أحد الشعراء وله شعر جامع وأدب، وكان قد أخذ علم العربية وأخبار الناس عن أبي عمرو بن أبي إسحاق الحضرمي، والخليل ابن أحمد، ومن كان معهم في زمانهم.
وحكى عن أبي حمدون الطيب بن إسماعيل أنه قال: شهدت ابن أبي العتاهية وكتب عن أبي محمد اليزيدي قريبا من ألف جلد عن أبي عمرو بن العلاء خاصة يكون ذلك نحو عشرة آلاف ورقة، لأن تقدير الجلد عشرة ورقات.
وأخذ عن الخليل من اللغة أمرا عظيما، وكتب عنه العروض في ابتداء صنعته إياه إلا أن اعتماده كان على أبي عمرو، لسعة علم أبي عمرو باللغة. وكان اليزيدي يعلم بحذاء منزل أبي عمرو، وكان أبو عمرو يدينه ويميل إليه لذكائه. وكان اليزيدي صحيح الرواية صدوق اللهجة. وألف من الكتب كتاب ((النوادر))، وكتاب ((المقصور والممدود))، وكتاب ((مختصر النحو))، وكتاب ((النقط والشكل))، وكان يجلس في أيام الرشيد مع أبي الكسائي ببغداد في مسجد واحد يقرئان الناس، فكان الكسائي يؤدب محمد الأمين، وكان اليزيدي يؤدب عبد الله المأمون. فأما الأمين فإن أباه أمر