أبو الشيخ والمصطلح: وكان أبو الشيخ ممن له رأي في المصطلح، ويعتمد عليه فيها، وينقل في كتب القواعد الحديثية رأيه، بل كتابه " الاقران ورواية بعضهم عن بعض " الأكابر عن الأصاغر وبالعكس، وكتاب " العوالي "، وكتابه " الناسخ والمنسوخ من الحديث "، وكتابه " الإجازة " من باب المصطلح أيضا. كل هذه الكتب خير دليل على كونه عالما بالقواعد وحافظا لها.
فمن هنا نرى الخطيب ينقل مسلكه في الإجازة نقلا عن شيخه أبي نعيم الحافظ، وتلميذ أبي الشيخ، فقال: " قال أبو نعيم: ما أدركت أحدا من شيوخنا إلا وهو يرى الإجازة ويستعملها، سوى أبي الشيخ، فإنه لا يعدها شيئا ".
وكذا نقل عنه ابن الصلاح مسلكه في الإجازة، فقال: " قال بابطالها جماعة من الشافعية ومن الحنفية..، وممن أبطلها من أهل الحديث الامام إبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو محمد عبد الله بن محمد الأصبهاني الملقب بابي الشيخ، والسجزي ".
وكذا قال العراقي في ألفيته:
مذهب القاضي الحسين منعا وصاحب الحاوي به قد قطعا وعن أبي الشيخ مع الحربي إبطالها كذاك للسجزي هكذا نقلت عنه المصادر رأيه في الإجازة، وقد روى في طبقاته بالإجازة، ولعل ذلك كان في بدء طلبه. والله أعلم.