بسم الله الرحمن الرحيم حمدا سرمديا للخلاق المتعال الجاعل على الأعراف رجالا يعرفون كلا بسيماهم وصلواته المتواصلة على خيرتهم ومصطفاهم أبي القاسم محمد بن عبد الله الصادع عليه السلام بالتنزيل والسالك بالطبايع إلى سواء السبيل وعلى آله المعصومين المؤسسين لقاعدة الجرح والتعديل بفعلهم الذي بلا عديل وقولهم الذي بلا بديل.
وبعد - فغير خفى على الاعلام ان مما يحتاج إليه الفقيه والمتفقه في مقام استنباط الاحكام من رواياتها المذكورة عن الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم مدار الليل والنهار إنما هو كشف حال الرجال الواقعين في سلسلة الأسانيد على ما ذكرنا شطرا من فلسفة ذلكم في كتابنا: الرأي السديد في الاجتهاد والتقليد (ص 11 - 12) وإليك نصه: ومنها - أي من الأمور التي يتوقف الاجتهاد عليها ويتحقق بها - علم الرجال، لان الآيات الواردة في الاحكام والأخبار المتواترة المعدة لهذا النظام معدودة غير وافية لجميع قوانين الفقه وانما الوافي بها هي أخبار الآحاد المحصورة في الكتب الأربعة وغيرها ومن المعلوم أن جميع رواتها ليسوا بثقات والمسلم حجيته بدلالة آية النبأ (2) ونظائرها وبشهادة سيرة العقلاء - وهي العمدة - هو خبر الثقة والرواية المعتبرة، وما يستعين به المجتهد لتمييز الراوي الضعيف عن غيره هو هذا العلم.
نعم من يعمل بالروايات الموجودة في الأصول الأربعة المذكورة لعمل