وذلك من خلال التشجيع على وضع الأحاديث التي تثني على الأمويين - وغيرهم - وتبجل رموزهم وشخصياتهم، وكذا التشجيع على افتراء الأحاديث التي أرادوها أن تحط من قدر أهل البيت وتنزلهم من مرتبتهم الشامخة وفي مقدمتهم سيد العترة أمير المؤمنين (عليه السلام).
والمستوى الثاني من التعاطي مع الحديث النبوي يمكننا أن نسميه بالمستوى التطبيقي وهو التعامل الذي كان يتجه إلى تبرير السياسة الأموية على صعيد الممارسة والسلوك، واشاعة نوع من الفهم للعلاقة مع الحاكم يرتكز على إضفاء الشرعية والقداسة على أعمال الحاكم وسياساته وعدم جواز التعرض لهذه السياسة بأي شكل من الأشكال مهما يكن بعد هذه الأعمال والسياسة أو قربها عن تعاليم الاسلام وقيمه.
وقد أدى إشاعة هذا الفهم إلى حدوث نتائج عميقة ومتشعبة على الصعد كافة، عقائدية كانت أو أخلاقية أو غيرها، فكان من ثمار هذا الفهم بروز فكرة (الجبر) و (الارجاء) على المستوى العقائدي والتي تعني الأولى أن الله تعالى هو خالق أفعال العبد وأعماله وهو ما يستلزم خلو الانسان من المسؤولية تجاه أعماله وأفعاله في الحياة وما يعنيه هذا من (براءة) الحاكم من أخطائه وتجاوزاته وعدم جواز التمرد على حكمه وممارسته إذ إن مثل هذا التمرد لا يعني سوى العصيان والرفض لمشيئة الله وارادته.
وبعيدا عن النتائج العقائدية لهذه الظاهرة فإن هذه الفترة شهدت