القصاصين حاولوا إضفاء الطابع الديني على قصصهم من خلال ربط مضامينها ومجرياتها بالسنة النبوية الشريفة.
ولا يمكننا هنا تجنب الإشارة إلى النتائج المخربة والآثار السيئة للأحاديث التي أحدثها وأدى إليها وضع الحديث على عقائد الناس وأفكارهم وكذا نظرتهم إلى الحاكم والعلاقة به.
ويمكن القول هنا ان الدوافع السياسية تأتي في طليعة العوامل التي أدت إلى بروز هذه الظاهرة وانتشارها وأشرنا آنفا إلى الدور الأموي ابتداء من حكم معاوية بن أبي سفيان في وضع الحديث، ونقول هنا ان دافع الأمويين الرئيسي من وراء ذلك كان إضفاء صفة الشرعية على نظام حكمهم وتقديمه للمسلمين بصورة مقبولة دينيا، فقد كان الأمويون يعلمون - كغيرهم - بافتقاد نظامهم لمثل هذه الشرعية وضعف الأساس الديني الذي يرتكز عليه حكمهم، لهذا لجأوا إلى الحديث المكذوب على الرسول يستمدون منه الغطاء الشرعي ويدعمون به الأساس الواهي لحكمهم، وقد وجدوا الكثير من (الصحابة) ممن هم على استعداد للقيام بهذه المهمة ووضع الأحاديث التي تعزز شرعية هذا الحكم وتمنع الناس من التعرض له أو حتى انتقاده.
والملاحظ ان الأمويين مارسوا - في مسعاهم لتحقيق الشرعية المطلوبة - التعاطي مع الحديث النبوي على عدة مستويات، وكنا قد أشرنا في حديث سابق لما يمكن أن ندعوه هنا بالمستوى النظري لهذا التعاطي،