وأصلحهم عملا، لم يعوض به عن يزيد الخنا؟ وما الذي كسى صاحب القرود والفهود والعود والخمور ثوب الخلافة الإسلامية، ولم يكسه عمر بن عبد العزيز؟ ولا معاوية بن يزيد الذي تقمصها أربعين يوما ثم انسل عنه انسلالا؟ وقد نص على خلافة الأول منهما وعدله وكونه من الخلفاء الراشدين غير واحد من الأئمة، كما في تاريخ ابن كثير (1) (6 / 198)، هذه كلها شواهد على أن واضع الحديث مفتر مائن جاهل بشؤون الخلافة، غير عارف بالخلفاء، وأجهل منه مؤلف يذكره ويجعله بين يدي القارئ، ويعده منقبة للخلفاء.
35 - قال أبو بكر في الغار: يا رسول الله قد عرفت منزلتك من الله تعالى بالنبوة والرسالة فأنا بأي شئ؟ فقال: أنا رسول الله، وأنت صديقي وجناحي ومؤنسي وأنيسي، وأنت خليفتي من بعدي، تقوم في الناس مقامي، وأنت ضجيعي، وإن الله قد غفر لك ولمحبيك إلى يوم القيامة.
ذكره الصفوري في نزهة المجالس (2 / 184) نقلا عن عيون المجالس بهذه الصورة المرسلة. وصحة إنكار أبي بكر وعمر استخلاف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يأتي بعيد هذا، تكذب هذه الأفيكة.
36 - عن أنس قال: دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره، فوضع يمينه على كتفي أبي بكر ويساره على كتفي عمر وقال: أنتما وزيراي في الدنيا، وأنتما وزيراي في الآخرة، وهكذا تنشق