عناية الأصول في شرح كفاية الأصول - السيد مرتضى الحسيني اليزدي الفيروز آبادي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٧
فرق بين أن يكون المخصص لفظيا بان قال مثلا أكرم جيراني ثم قال لا تكرم أعدائي من جيراني وبين أن يكون المخصص لبيا بان قال مثلا أكرم جيراني ونحن علمنا من الخارج أنه لا يريد إكرام أعدائه من جيرانه.
(ففي الأول) يكون الملقى من السيد حجتين ومقتضى تحكيم الثانية على الأولى لأظهريتها أو لنصوصيتها ان العام كأنه من الأول لا يعم الخاص بمعنى انه وإن عمه حقيقة إذ المفروض أن المخصص ليس بمتصل كي لا يعمه حقيقة ولا ينعقد له ظهور فيه ولكن عمومه له كالعدم إذ لا يكون حجة إلا فيما سوى الخاص.
(وفي الثاني) يكون الملقى من السيد حجة واحدة فلا بد من اتباعها فيما لا حجة على خلافها ولا حجة على خلافها إلا القطع بأنه لا يريد إكرام أعدائه من جيرانه وهو لا يكون حجة إلا في الفرد المقطوع عداوته وأما المشكوك عداوته فلا بد من العمل فيه بالعموم لعدم قيام حجة أخرى على خلاف العموم (وفيه) أنه لا فرق في المخصص بين أن كان لفظيا أو كان لبيا في عليته لقصر حجية العام بما سوى الخاص فالسيد سواء صرح بنفسه أنه لا تكرم أعدائي من جيراني أو لم يصرح هو ونحن قد علمنا من الخارج أنه لا يريد إكرام أعدائه من جيرانه ففي كل منهما تكون حجية العام مقصورة بما سوى أعدائه (وعليه) ففي الجار المشكوك عداوته وان علم اندراجه تحت العام بما هو ولكن لم يعلم اندراجه تحته بما هو حجة فلا يمكن التمسك به لوجوب إكرامه وهذا لدى التدبر واضح فتدبر.
(ومنها) ما أشار إليه بقوله كما يظهر صدق هذا من صحة مؤاخذة المولى... إلخ وحاصله أنه لو قال أكرم جيراني ونحن علمنا من الخارج أنه لا يريد إكرام أعدائه من جيرانه وشككنا في عداوة بعض جيرانه ولم نكرمه فنستحق
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»