عناية الأصول في شرح كفاية الأصول - السيد مرتضى الحسيني اليزدي الفيروز آبادي - ج ٢ - الصفحة ١٦٩
ظاهرة في العلية المنحصرة لا وضعا لعدم عناية ولا رعاية علاقة فيما إذا استعملت الجملة في غير العلية المنحصرة كما في قولك إن جاءك زيد فأكرمه وان أحسن إليك فأكرمه أو إذا زالت الشمس فصل وإذا طلع الفجر فصل وهكذا ولا انصرافا لعدم منشأ صحيح للانصراف كما ستعرف شرحه ولا إطلاقا بمعونة مقدمات الحكمة كما ستعرف أيضا شرحه وإن كان المنسوب إلى المشهور على ما في التقريرات هو القول بالمفهوم نظرا إلى ظهورها في العلية المنحصرة بل الظاهر من التقريرات التزامهم بوضعها لذلك بحيث لو استعملت في غيرهما كانت مجازا لغة وهو محل المنع جدا.
(نعم) مقتضى ظهور الجملة الشرطية في علية الشرط للجزاء هو الانتفاء عند الانتفاء في الجملة كما إذا انتفى الشرط وانتفى كل علة أخرى سواه فينتفى الجزاء حينئذ وإن لم يظهر من المصنف الاعتراف بهذا المقدار ولكن الإنصاف ظهورها فيه بهذا القدر والا لبطل التعليق ولزم اللغو غالبا فإنه وان جاز أحيانا أن يكون التعليق لغير الانتفاء عند الانتفاء ولو في الجملة كما إذا كان التعليق لأجل مزيد الاهتمام بمورد الشرط كما في قولك إن رزقت ولدا فاشكر ربك فان وجوب الشكر مما لا ينتفي بانتفاء الشرط بل ثابت على كل حال أو كان التعليق لأجل توهم عدم شمول الحكم لمورد الشرط كما في قولك إن سبك أحد فلا تسبه فان حرمة السب مما لا ينتفي أيضا بانتفاء الشرط بل تثبت بطريق أولى ولكن التعليق غالبا ليس من هذا القبيل (وعليه) فالجملة الشرطية لو خليت عن كل قرينة فهي ظاهرة بطبعها في كون التعليق لأجل علية الشرط وسببيته للجزاء ولو لا بنحو الانحصار وهو يستلزم الانتفاء عند الانتفاء في الجملة وإن لم تكن ظاهرة في العلية المنحصرة كي يستلزم الانتفاء عند الانتفاء مطلقا أي كلما انتفى الشرط انتفى الجزاء.
(١٦٩)
مفاتيح البحث: الشكر (1)، السب (1)، الوجوب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»