عناية الأصول في شرح كفاية الأصول - السيد مرتضى الحسيني اليزدي الفيروز آبادي - ج ٢ - الصفحة ١٦٧
(الأول) أن الجملة الشرطية هل هي ظاهرة في اللزوم أي في الملازمة الوجودية بين الشرط والجزاء كما في قولك إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود بحيث كلما كان الشرط كان الجزاء أم لا بل ظاهرة في مجرد الثبوت عند الثبوت ولو من باب الاتفاق كما في قولك إن كان زيد ضعيفا فإيمانه قوى أو إن كان زيد مريضا فعقله سالم وهكذا (الظاهر) أنه لا كلام في ظهورها في اللزوم واستفادة الملازمة الوجودية بين الشرط والجزاء كما أن الظاهر أن ذلك مستند إلى الوضع بشهادة التبادر والانسباق الحاقي (وعليه) فاستعمالها في الثبوت عند الثبوت من باب الاتفاق كما في المثالين مما لا يصح الا بضرب من التأويل نعم لا بأس باستعمالها في الملازمة الاتفاقية كما في قولك كلما جئتني كنت نائما أو كلما جئتك كنت غائبا وهكذا.
(الثاني) أن الجملة الشرطية هل هي ظاهرة في علية الشرط للجزاء وبعبارة أخرى هل هي ظاهرة في اللزوم بنحو الترتب أي ترتب الجزاء على الشرط ترتب المعلول على العلة كترتب النهار على طلوع الشمس أم لا (الحق) كما اختاره صاحب التقريرات أنه لا ينبغي الإشكال في ظهورها في علية الشرط للجزاء وسببيته له.
(نعم) ليس هذا الظهور مستندا إلى الوضع بحيث لو استعملت فيما لم يكن الشرط علة للجزاء بل كان الجزاء علة للشرط كما في قولك إن كان النهار موجودا فالشمس طالعة أو كان الشرط والجزاء معلولين لعلة ثالثة كما في قولك ان كان النهار موجودا فالعالم مضيء كان استعمال الجملة مجازا لغة فان استعمالها في جميع هذا كله ليس بمجاز لعدم عناية ولا رعاية علاقة (والظاهر) أنه ليس هذا الظهور مستندا إلى كثرة الاستعمال أيضا ولا إلى أكملية علاقة العلية عن ساير العلاقات والملازمات إذ لو سلم أكثرية الاستعمال فهي ليست بمقدار
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»