منتهى الأصول - حسن بن على أصغر الموسوي البجنوردي - ج ٢ - الصفحة ٦١٩
بأن موضوع الحجية هو الخبر الموثوق الصدور فالاحتياج إليه قليل (لان) الوثوق كما أنه يحصل من تزكية العدلين كذلك يحصل من عمل الأصحاب، بل ربما يكون عمل الأصحاب خلفا عن سلف آكد في هذا المعنى، ولذلك ترى أن إعراضهم عن الخبر المزكى يوجب خروجه عن موضوع الحجية أي: الوثوق بالصدور. ومن هذه الجهة قالوا بعد إعراضهم عنه (كلما ازداد صحة ازداد وهنا).
ثم أنه ربما يقال باحتياج الاجتهاد إلى ملكة قدسية تحصل من الممارسة على فعل الواجبات وترك المحرمات بل المواظبة على أدأ بعض المستحبات المهمة وترك المكروهات كذلك وتحلي النفس بالأخلاق الفاضلة وتخليتها عن الرذائل (لان) العلم ليس بكثرة التعلم بل هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء.
(وبعبارة أخرى) تحصيل الكبريات لقياس الاستنتاج مسألة فنية يحصلها من يتعب نفسه في تحصيلها بممارسة علم الأصول والجد في طلبها مع استعداد فطري (وأما) تشخيص الصغريات وتطبيق الكبريات عليها الذي هو المدار في جودة الاستنباط فإن أجاد التطبيق و التشخيص فهو جيد الاستنباط وإلا فلا (فلا يحصل) إلا لمن شملته العناية الإلهية ورزق توفيقا ربانيا بأن نور الله قلبه بنور العلم و المعرفة (وحينئذ) يحصل له ملكة قدسية بعد التعب والجد وممارسة العلوم التي ذكرناها خصوصا علم الأصول وبعد الفحص في الاخبار المروية عن أهل بيت العصمة والأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وآيات الاحكام في الكتاب العزيز والتدبر و الفحص عن أقوال الفقهاء لتحصيل الاجماعات والشهرات وحينئذ يتمكن من استنباط الاحكام عن مداركها (وإلا ليس) كل من يتعب نفسه - ويشتغل اشتغالا جديا في العلوم المذكورة - يحصل له هذه الملكة القدسية.
(٦١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 614 615 616 617 618 619 620 621 622 623 624 ... » »»