منتهى الأصول - حسن بن على أصغر الموسوي البجنوردي - ج ٢ - الصفحة ١٥٧
الكتب لطف منه تعالى فيجب عليه تعالى لطفا، كما أن إعطأهم هذا العقل الفطري لمعرفة هذه الأمور أيضا لطف فيجب عليه فان كان نقص في شخص من هذه الناحية فلا بد وأن يكون مسببا من جهة أخرى بمعنى انه لا بد وأن يكون هذا النقص معلولا بالعرض من قبل نفسه أو غيره.
وأما النبوة والإمامة الخاصتان أيضا اللذان يجب الاعتقاد بهما (فالأول) يكون معرفته بالمعجزة مع كون المدعى في مقام التحدي (و الثاني) بها أيضا أو بالنص من النبي أو من إمام سابق معلوم إمامته، و في جميع هذه المذكورات باب العلم مفتوح بكلا مصراعيه فلا وجه لادعاء الانسداد فيه أصلا، فلا يبلغ إلى مقام التكلم في أنه هل يجري دليل الانسداد فيها.
(أما بالنسبة) إلى الواجب تعالى وصفاته بكلا قسميه والنبوة والإمامة العامتان (فقد عرفت) ان معرفتها والعلم بها يحصل من العقل الفطري الخالي عن شوائب الأوهام (وأما بالنسبة) إلى النبوة والإمامة الخاصتان حيث أن معرفتها قلنا بالمعجزة والنص فبالنسبة إلى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم المعجزات كثيرة متواترة مضافا إلى أن القرآن معجزة خالدة باقية في جميع الأزمان والاعصار وقد وقع التحدي به في قوله تعالى (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدأكم إن كنتم صادقين) و النصوص بالنسبة إلى الإمامة جلية من الآيات والروايات المتواترة فباب العلم إليهما مفتوحة، فلا يبقى مجال للبحث عن جريان دليل الانسداد وحجية الظن بالنسبة إلى هذه الأمور.
ثم إن المشهور عندهم ان وجوب تحصيل العلم بهذه الأمور (إما من جهة) شكر المنعم حيث إن المنعم الحقيقي هو الله جل جلاله فيجب شكره بتحصيل المعرفة به تعالى وبصفاته بكلا قسميه، وأيضا يجب الاعتقاد أعني عقد القلب بما حصل له من المعرفة، وكذلك الأنبياء والاوليأ
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»