درر الفوائد - الشيخ عبد الكريم الحائري - ج ٢ - الصفحة ٥٨٤
لها وان يقال انه متيقن بعدالة زيد مع إهمال الزمان قيدا وظرفا فان المتيقن بالمقيد متيقن بالمهملة إذا عرفت هذا فنقول المتكلم بقضية إذا تيقنت بشيء ثم شككت فيه إلخ اما لاحظ الشيء لمتيقن مقيدا بالزمان واما لاحظ الزمان ظرفا للمتيقن واما أهمل ملاحظة الزمان رأسا ولا تخلو القضية عن تلك الحالات الثلاث اما على الأول فلا بد ان يكون المراد من قوله شككت فيه الشك في نفس ذلك الشيء مقيدا بالزمان السابق ولا يكون هذا الا الشك الساري وكذا على الثالث لأن المراد من قوله شككت فيه على هذا الشك في تحقق ذات ذلك الشيء مهملة عن الزمان ولا يصدق هذا الشك الا على الشك في وجوده من رأس إذ على تقدير اليقين بوجوده في زمان لا يصدق انه مشكوك تحققه مجردا عن الزمان فان الشيء إذا كان له أنحاء من الوجود لا يصدق انه مشكوك الوجود الا إذا شك في تمام أنحاء وجوده اما على الثاني فيمكن تطبيقه على الاستصحاب بان يلاحظه الشيء الواحد باعتبار الزمان السابق متيقنا وباعتبار الزمان اللاحق مشكوكا فعلم ان تطبيق القضية على الاستصحاب يتوقف على ملاحظة الزمان السابق ظرفا للمتيقن واللاحق ظرفا للمشكوك وهذه الملاحظة لا يجتمع مع ملاحظة الزمان الأول قيدا كما في الصورة الأولى وعدم ملاحظة الزمان أصلا كما في الصورة الثالثة هذا واعلم ان تخيل عموم الاخبار لقاعدتين من جهتين (إحداهما) ما مضى الكلام فيه و (الثانية) ان المراد من قوله عليه السلام تيقنت بشيء الشيء المقيد بالزمان والمراد من قوله عليه السلام ثم شككت فيه الشك في حدوث ذلك الشيء من أول الأمر الا ان المراد من قوله عليه السلام فليمض على يقينه أولا تنقض اليقين الا بيقين مثله هو البناء على ذلك الشيء حدوثا وبقاء وهذا التخيل نظير ما وقع عن بعض في قوله عليه السلام كل شيء طاهر حتى تعلم
(٥٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 579 580 581 582 583 584 585 586 587 588 589 ... » »»