القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ٨٥
الإقامة فيها والانتفاع بهما، وجعل ما فوقكم من السماء وأجرامها وكواكبها كالبنيان المشيد وأمدكم بالماء الذي هو سبب الحياة والنعمة أنزله عليكم من السماء فجعله سببا في إخراج النبات والأشجار المثمرة التي رزقكم بفوائدها فلا يصح مع هذا أن تتصوروا أن لله نظراء تعبدونهم لأنه ليس له مثيل ولا شريك، وأنتم بفطرتكم الأصلية تعلمون أنه لا مثيل له ولا شريك فلا تنحرفوا عن ذلك.
النظرة العلمية:
يرى العلم الحديث أن موضع الاعجاز في هذه الآية قوله تعالى والسماء بناها، فقد أثبت العلم بما لا يقيل الشك أن السماء في معناها الواقعي والطبيعي هي كل ما يحيط بالأرض من جميع أقطارها ابتداء من الغلاف الجوى الذي يرتفع بنحو ثلاثمائة كيلومتر فوق سطح الأرض وكأنه بحر من الهواء حول الكرة الأرضية ثم إنه بعد هذا الغلاف الجوى يوجد فراغ كوني تسبح فيه ملايين الأجرام السماوية في أعماقه السحيقة وهي تتجاذب فيما بينها وتتحرك في تماسك واتزان في طبقة بعد طبقة وكأنها البناء المحكم، أو كأنها السقف المبنى فوق الأرض، فتبارك الله أحسن الخالقين.
وقال تعالى في سورة الأنبياء آية 30:
(وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون) تفسير علماء الدين:
فسرها المفسرون السابقون بأن الله خلق جميع الاحياء من ماء الذكر والأنثى، وأن كل شئ من الكائنات الحية يحتاج إلى الماء في حياته، أفلا يؤمن أهل مكة بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن؟
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست