القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ٦٧
الطبقات العليا إلى مناطق الفراغ الكوني والفضاء اللانهائي حيث تسبح النجوم والكواكب في أفلاكها بنظام دقيق طبقا لقانون الجاذبية، وتوضح هذه الآية الكريمة ما توصلت إليه النظريات الحديثة عن نشأة الأرض، وخلاصتها أن أرضنا كانت جزءا متصلا بجرم الشمس ثم انفصلت وابتعدت عنها بتأثير عوامل خارجية طارئة عليها، وبعد انفصالها صارت كرة ملتهبة بداخلها مواد منصهرة لشدة حرارتها، وتحيط بها طبقات كثيفة من غازات وأبخرة أخذت تشع حرارتها الشديدة في الفضاء وتبرد شيئا فشيئا، واقترنت برودتها بانكماشها وتغضن في سطحها أي بارتفاع أجزاء منها وانخفاض أخرى، وهبوط المواد الثقيلة من عناصرها إلى مركز الأرض الباطني وطفو المواد الخفيفة منها حول قشرتها، وقد استغرقت برودة قشرة الأرض ملايين سنين التي عبر عنها القرآن بستة أيام، وأيام الله لا يعلم مدى مدتها وأزمانها إلا الله سبحانه وتعالى لأنها تحسب بملايين السنين وفي خلال الزمن الطويل الذي استغرقته برودة القشرة الأرضية تكاثرت فوقها كتل كثيفة من الغازات والأبخرة، مكونة سحبا متراكمة سميكة ظللت الأرض بظلمات جو قاتم يتخلله برق ورعد وانهمار للمطر بكميات هائلة من المياه التي غمرت سطح الأرض وغمرت جميع المنخفضات في الأرض وكونت البحار والمحيطات، كما أنها تسربت إلى الفجوات والانكسارات والشقوق داخل الأرض مكونة بها المياه الجوفية، وقد استمر انهمار المطار بدون انقطاع حتى زاد وعلا التلال والهضبات والجبال وغطاها كلها ولم يبق ظاهرا على وجه الأرض سوى عالم الماء ولا شئ غيره يحيط بالكرة الأرضية من جميع أقطارها، ومعنى ذلك أن الأرض قبل أن تقوم عليها الحياة بصورتها الحاضرة من يابس وماء ونبات وحيوان كانت عالما واحدا فقط من الماء يمتد تحت عرش الله المسيطر والمهيمن بسلطانه على الأكوان كلها.
(٦٧)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست