القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ٦٣
وقوله تعالى في سورة الرحمن آية - 19، 20:
(مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان، فبأي آلاء ربكما تكذبان؟).
تفسير علماء الدين:
أرسل الله البحرين العذب والملح يتجاوران وتتماس سطوحهما وبينهما حاجز من قدرة الله لا يطغى أحدهما على الآخر فيمتزجان، وقد ذهب بعض المفسرين القدماء في تفسير هذه الآية إلى القول بأن المقصود بالبحرين الأنهار والبحار ويستدلون على ذلك بقوله تعالى: وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج، وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا، فبأي نعمة من تعم ربكما تجحدان؟.
النظرة العلمية:
تشير هذه الآية إلى نعمة الله على عباده وهي عدم اختلاط مياه البحار المتجاورة بل جعل بينهما قانونا ثابتا يحكم فيهما العلاقة بينهما من حيث الكثافة والملوجة وما فيهما من أحياء مائية كأن بين كل بحر وآخر حاجزا غير ظاهر للعيان لم تقمه يد الانسان ولكن أقامته يد الرحمن ومن عجائب قدرة الله تعالى أنه جعل ماء النهر لا يؤثر في ماء البحر فيغير ملوحته كما لا يؤثر ماء البحر في ماء النهر لان النهر الذي يصب في البحر يكون عادة في مستوى أعلى من مستوى سطح البحر، وتدل المشاهدة على أن مياه نهر الأمزون الذي يصب في المحيط الأطلسي تندفع مسافة 200 ميل في المحيط حافظة لعذوبتها طول هذه المسافة، وفي الخليج العربي نجد عيونا من الماء العذب تفيض داخل ماء الخليج الملح بماء عذب.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست