القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ٥٦
لمحة في كوكبنا الأرضي جاءت في القرآن الكريم آيات كثيرة تتحدث عن السماء والأرض والنجوم والشمس والقمر، وعن ظاهرات اختلاف الليل والنهار وجريان الشمس وتكون السحب ونزول الأمطار وكذلك ذكرت ما يوجد على الأرض من جبال وأنهار ونبات وأشجار وحيوان وحشرات، كما وردت آيات تبين خلق الانسان وسلالاته وما يتعلق بحياته وجهاده وسعادته أو شقائه وذكرت غير ذلك كثيرا من شتى المخلوقات التي أوجدها لله في ملكه وحثنا على مشاهدتها والتدبر في روائعها.
وقد اهتدى الانسان بما وهبه الله من ملكات واستعدادات عقلية أن يعرف الكثير عن عالمنا الذي نعيش فيه واستطاع أن يكشف لنا عن أن الكرة الأرضية لبثت زهاء عشرين مليونا من القرون بلا حياة ولا أحياء تدب عليها، وذلك خلال الأزمنة والحقب الجيولوجية وقبل ظهور الحياة عليها.
ولم يكن هناك على سطح الكرة الأرضية وقتئذ سوى الصخور والمياه ولا شئ غير ذلك وفي تلك الأزمنة السحيقة أخذت العوامل الجوية والحركات والاضطرابات الباطنية تفتت الصخور ويترسب فتاتها على هيئة طبقات رسوبية يستقر بعضها فوق بعض على قيعان البحار والمحيطات كما تنتظم الصحف في الكتب ورقة فوق أخرى.
وبعد هذا النوم العميق في حياة الكرة الأرضية بدأت معالم الحياة ومواكبها تظهر في صور بدائية من عوالم الحشرات والنباتات والأشجار والغابات، وتغير وجه الأرض مرارا وصار عاليها سافلها تحت تأثير العوامل الجوية والحركات الباطنية فكانت الكائنات الحية من نبات وحيوان تنطمر في باطن الأرض،
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست