في القصر والانكماش شيئا فشيئا حتى يصير عند الولادة عصعصة تختفي تحت الجلد في مكان العجز، وفى الأشهر الأخيرة يكون جسم الجنين كله مكسوا بالشعر الذي يبدأ في الزوال قبل الولادة، وهذه هي المراحل التي يمر بها جنين الانسان وهو في ظلام الرحم من أمه يعيد فيها باختصار كل الخطوات التطورية الكبرى التي مر بها أجداده وأسلافه خلال ليل التاريخ الجيولوجي الطويل، ومن أنصع الأدلة على هذه التطورات ما ورد في علوم الحفريات من تتبع أطوار النمو في الحيوانات من طبقة إلى طبقة في الصخور، وقد أثبتت الصور الفوتوغرافية الدقيقة التي أخذت للجنين هذه الحالات في بطن أمه يوما بعد يوم بشكل ظاهر للعيان.
قال الله تعالى في سورة النحل آية - 78:
(والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة لعلكم تشكرون).
تفسير علماء الدين:
والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تدركون شيئا مما يحيط بكم وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة وسائل للعلم والادراك لتؤمنوا به عن طريق العلم وتشكروه على ما تفضل به عليكم.
النظرة العلمية:
يؤكد لنا العلم بدلائله الكثيرة أن حاسة السمع تسبق حاسة البصر في أداء وظيفتها، ولم يكن أحد يعلم ذلك وقت نزول القرآن، وقد ورد تقديم السمع على البصر في أكثر من سبعة عشر موضعا منها قوله تعالى: