القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ١٠٥
الأغلفة الثلاث التي تحيط به، ويقرر العلم في تفسير الظلمات الثلاث أنها المبيض وقناة فالوب والرحم لأنها تقع في مواضع متفرقة، أما تفسيرها بأنها البطن والرحم والمشيمة فهي تعتبر ظلمة واحدة لأنها في مكان واحد، وهكذا نرى القرآن قد أومأ إلى هذه الحقائق في وقت لم يكن العلم قد عرفها، فهل لهؤلاء المكذبين للقرآن ورسالة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم أن يراجعوا أنفسهم ويؤمنوا بالله الواحد الأحد منزل القرآن معجزة من لدنه ليكون للعالمين بشيرا ونذيرا.
وقال تعالى في سورة التين آية - 4.
(لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم).
تفسير علماء الدين:
لقد خلقنا جنسي الانسان مقوما في أحسن ما يكون من التعديل، متصفا بأجمل ما يكون من الصفات).
النظرة العلمية:
إن تعبير القرآن الكريم بعبارة (في أحسن تقويم هو تعبير موجز أشد الايجاز، ولكنه ينطوي على معان جمة يعجز الانسان عن إيفائها حقها من البيان، لان الله الذي أتقن كل شئ خلقه قد أودع في الأجسام البشرية من عجائب الاسرار ما يدل على حكم بالغة، وأقرب شئ يدل على روعة خلق الانسان يبدو لأول وهلة في اعتدال قامته، وتناسب أطرافه ومرونة حركته واتزانها ووضع الرأس في مكانها المحكم لكي يكون لها السيطرة التامة من مركزها وهو المخ على جميع حركات الجسم وتصرفاته من خلال شبكة الأعصاب المنتشرة في جميع أجزائه، ثم إننا لو شرحنا أي جهاز من أجهزة الجسم لبدت لنا عجائب ودقائق
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست