لا يسع العقل إلا أن يقف أمامها خاضعا خاشعا لجلال الله الحكيم الخبير وهذا هو منتهى التقويم الذي يتمثل فيه كل الاعتدال والاستواء.
وقال تعالى في سورة الأنبياء آية - 4:
(قال ربى يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم) تفسير علماء الدين:
قال الرسول لهم وقد أطلعه الله على حديثهم الذي أسروه: ربى يعلم كل ما يقال في السماء والأرض، وهو الذي يسمع كل ما يسمع، ويعلم كل ما يقع في ملكه.
النظرة العلمية:
يرى العلم أن الآية تشير في صراحة واضحة وبساطة لفظية جلية إلى أن في السماوات والأرض أقوالا تقال أي أن بها مخلوقات تتكلم بأي صورة من صور التفاهم لفظا أو رمزا أو إشارة بين سائر الكائنات الحية ما يعقل منها وما لا يعقل كالحشرات، وهذا يقودنا إلى قوله تعالى في سورة النمل: (قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده) ويدل ذلك على أن النمل يعيش في جماعات أي أن له مجتمعا له خصائصه من اليقظة والحذر وطرق التفاهم فيما بينها لكي تنظم أعمالها الباهرة في حياتها القائمة بالالهام الإلهي على منتهى النظام والاحكام، ويتم لها ذلك بطريق من طرق التفاهم بإشارات وحركات وأصوات خاصة لها دلالاتها فيما بينها كما للكلام دلالاته بين بنى الانسان.