القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ١٠٨
إليه العلم في عصرنا من تقدم مذهل في البحث لا يزال تخلق الأجنة أمرا محيرا للعلماء لا يستطيعون تفسيره أو تعليله ولا يدرون كيف تميزت الخلية الانسانية وتحولت إلى الأعصاب والعظام والعضلات وأجهزة السمع والبصر وغيرها، إن هذا هو سر الله الكامن في قدرته وإبداعه لأنه على كل شئ قدير، ولا يحيط أحد بشئ من علمه، سبحانه لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير.
علم الأجنة ظهر من دراسات الأجنة لكثير من الانسان والحيوان أن الجنين أثناء نموه يعيد تاريخه التطوري الذي يقول إن كل حيوان أثناء المراحل المتعاقبة لنموه إنما يعرج في سلم التطور الذي سلكه أجداده من قبل أثناء الأزمنة الجيولوجية السحيقة.
ولنأخذ جنين الانسان مثلا لنلاحظ التغيرات التي يمر بها حتى يولد طفلا مكتمل النمو، فهو أول أطواره يكون خلية مفردة تنتج من تزاوج خلية الذكر بخلية الأنثى، ثم هو ينقسم وينقسم - شأن الحيوانات الدنيا - ويتزايد في الحجم حتى يصير شيئا يشبه العلقة بداخلها تجويف لقناة الطعام، ثم يأخذ في التصلب فوق هذه القناة هيكل غضروفي ممتد، وفى هذه الفترة يتكون للجنين أربعة أزواج من الفتحات خلف منطقة الاذن تذكرنا بخياشيم التنفس في الأسماك، ويصير الجنين كله أشبه بالسمكة في تلك الفترة، ثم هو ينمو ويتصلب عموده الفقرى، ويقوى شيئا فشيئا، وفى الأسبوع السابع عندما تستبين الأطراف نجد له ذيلا مكونا من خمس أو ست فقرات يجاوز طول الساقين، ثم يبدأ هذا الذيل
(١٠٨)
مفاتيح البحث: الطعام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست