* لكنما أولادنا بيننا * أكبادنا تمشي على الأرض * فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن ياإبراهيم قد صدقت الرؤيآ) *. ومن صدقه في معاملته مع ربه: صبره على الإلقاء في النار. كما قال تعالى: * (قالوا حرقوه وانصروا ءالهتكم إن كنتم فاعلين) *، وقال: * (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار) *.
وذكر علماء التفسير في قصته أنهم لما رموه إلى النار لقيه جبريل فسأله: هل لك حاجة؟ فقال: أما إليك فلاا وأما إلى الله فنعم. فقال له: لم لا تسأله؟ فقال: علمه بحالي كاف عن سؤالي؟؟
ومن صدقه في معاملته ربه: صبره على مفارقة الأهل والوطن فرارا لدينه. كما قال تعالى: * (فأامن له لوط وقال إنى مهاجر إلى ربى) * وقد هاجر من سواد العرق إلى دمشق: وقد بين جل وعلا في مواضع أخر أنه لم يكتف بنهيهم عن عبادة الأوثان وبيان أنها لا تنفع ولا تضر، بل زاد على ذلك أنه كسرها وجعلها جذاذا وترك الكبير من الأصنام، ولما سألوه هل هو الذي كسرها قال لهم: إن الذي فعل ذلك كبير الأصنام، وأمرهم بسؤال الأصنام إن كانت تنطق. كما قال تعالى عنه: * (وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون قالوا من فعل هاذا بأالهتنآ إنه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون قالوا ءأنت فعلت هاذا بأالهتنا ياإبراهيم قال بل فعله كبيرهم هاذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هاؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون) *، وقال تعالى: * (فراغ إلىءالهتهم فقال ألا تأكلون ما لكم لا فراغ عليهم ضربا باليمين فأقبلوا إليه يزفون قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون) *. فقوله * (فراغ عليهم ضربا باليمين) * أي مال إلى الأصنام يضربها ضربا بيمنه حتى جعلها جذاذا، أي قطاعا متكسرة من قولهم: جذه إذا قطعه وكسره.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (إنه كان صديقا) * أي كثير الصدق يعرف