أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٢
والجمهور أيضا على أن صيغة التعجب الأخرى التي هي ما أفعله فعل ماض. خلافا لجماعة من الكوفيين في قولهم: إنها اسم بدليل تصغيرها في قول العرجي: والجمهور أيضا على أن صيغة التعجب الأخرى التي هي ما أفعله فعل ماض. خلافا لجماعة من الكوفيين في قولهم: إنها اسم بدليل تصغيرها في قول العرجي:
* يا ما أميليح غزلانا شدن لنا * من هؤلياتكن الضال السمر * قالوا والتصغير لا يكون إلا في الأسماء. وأجاب من خالفهم بأن تصغيرها في البيت المذكور شاذ يحفظ ولا يقاس عليه. قوله تعالى: * (وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الا مر وهم فى غفلة وهم لا يؤمنون) *. الحسرة: أشد الندم والتلف على الشيء الذي فات ولا يمكن تداركه. والإنذار: الإعلام المقترن بتهديد. أي أنذر الناس يوم القيامة. وقيل له يوم الحسرة لشدة ندم الكفار فيه على التفريط. وقد يندم فيه المؤمنون على ما كان منهم من التقصير وقد أشار تعالى إلى هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: * (وأنذرهم يوم الا زفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين) *، وقوله * (إن هو إلا نذير لكم بين يدى عذاب شديد) *.
وأشار إلى ما يحصل فيه من الحسرة في مواضع أخر. كقوله: * (أن تقول نفس ياحسرتى على ما فرطت فى جنب الله) *، وقوله تعالى: * (قد خسر الذين كذبوا بلقآء الله حتى إذا جآءتهم الساعة بغتة قالوا ياحسرتنا على ما فرطنا فيها) *، وقوله: * (كذالك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) * إلى غير ذلك من الآيات. وقوله في هذه الآية الكريمة: * (وهم فى غفلة) * أي في غفلة الدنيا معرضون عن الآخرة. وجملة (وهم في غفلة) حالية، والعامل فيها (أنذرهم) أي أنذرهم في حال غفلتهم غير مؤمنين. خلافا لمن قال: إن العامل في الجملة الحالية قوله قبل هذا (في ضلال مبين). وقد جاء في الحديث الصحيح ما يدل على أن المراد بقوله هنا (إذ قضي الأمر) أي ذبح الموت. قال البخاري رحمه الله في صحيحه: (باب قوله عز وجل: * (وأنذرهم يوم الحسرة) * حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بالموت كالهيئة كبش أملح فينادي مناد: يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون فيقول هل
(٤٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 ... » »»