أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٤
تعالى الإخبار عنه بهذا النهي لأبيه وقومه عن عبادة الأوثان في مواضع أخر. كقوله: * (وإذ قال إبراهيم لابيه ءازر أتتخذ أصناما ءالهة إنى أراك وقومك فى ضلال مبين) *، وقوله تعالى: * (إذ قال لابيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنآ ءابآءنا كذلك يفعلون قال أفرءيتم ما كنتم تعبدون أنتم وءابآؤكم الا قدمون فإنهم عدو لى إلا رب العالمين) *، وقوله تعالى: * (ولقد ءاتينآ إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين إذ قال لابيه وقومه ما هاذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون قالوا وجدنآ ءابآءنا لها عابدين قال لقد كنتم أنتم وءابآؤكم فى ضلال مبين قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين قال بل ربكم رب السماوات والا رض الذى فطرهن وأنا على ذالكم من الشاهدين) *، وقوله تعالى: * (وإذ قال إبراهيم لابيه وقومه إننى برآء مما تعبدون إلا الذى فطرنى فإنه سيهدين) *، وقوله تعالى: * (وإن من شيعته لإبراهيم إذ جآء ربه بقلب سليم إذ قال لابيه وقومه ماذا تعبدون أءفكا ءالهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين) * وقوله تعالى: * (قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءآؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضآء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لابيه لاستغفرن لك) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله في هذه الآية: * (إذ قال لابيه) * الظرف الذي هو (إذ) يدل اشتمال من (إبراهيم) في قوله: * (واذكر فى الكتاب إبراهيم) * كما تقدم نظيره في قوله: * (واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت) *. وقد قدمنا هناك إنكار بعضهم لهذا الإعراب. وجملة * (إنه كان صديقا نبيا) * معترضة بين البدل والمبدل منه على الإعراب المذكور. والصديق صيغة مبالغة من الصدق. لشدة صدق إبراهيم في معاملته مع ربه وصدق لهجته، كما شهد الله له بصدق معاملته في قوله: * (وإبراهيم الذى وفى) *، وقوله: * (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما) *.
ومن صدقه في معاملته ربه: رضاه بأن يذبح ولده، وشروعه بالفعل في ذلك طاعة لربه. مع أن الولد فلذة من الكبد. ومن صدقه في معاملته ربه: رضاه بأن يذبح ولده، وشروعه بالفعل في ذلك طاعة لربه. مع أن الولد فلذة من الكبد.
(٤٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»