أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ٤٢١
عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: * (وكذالك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة إن أخذه أليم شديد) *، وقال تعالى: * (وكأين من قرية أمليت لها وهى ظالمة ثم أخذتها وإلى المصير) *.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (فاختلف الا حزاب من بينهم) * قال أبو حيان في (البحر): ومعنى قوله (من بينهم) أن الاختلاف لم يخرج عنهم بل كانوا هم المختلفين انتهى محل الغرض منه. قوله تعالى: * (أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لاكن الظالمون اليوم فى ضلال مبين) *. قوله * (أسمع بهم وأبصر) * صيغتنا تعجب. ومعنى الآية الكريمة: أن الكفار يوم القيامة يسمعون ويبصرون الحقائق التي أخبرتهم بها الرسل سمعا وإبصارا عجيبين، وأنهم في دار الدنيا في ضلال وغفلة لا يسمعون الحق ولا يبصرونه. وهذا الذي بينه تعالى في هذه الآية الكريمة بينه في مواضع أخر. كقوله في سمعهم وإبصارهم يوم القيامة: * (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنآ أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون) *، وقوله تعالى: * (لقد كنت فى غفلة من هاذا فكشفنا عنك غطآءك فبصرك اليوم حديد) *، وكقوله في غفلتهم في الدنيا وعدم إبصارهم وسمعهم: * (اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون) *، وقوله: * (يعلمون ظاهرا من الحيواة الدنيا وهم عن الا خرة هم غافلون) *، وقوله: * (صم بكم عمى فهم لا يرجعون) *، وقوله: * (مثل الفريقين كالا عمى والا صم والبصير والسميع) *. والمراد بالأعمى والأصم: الكفار. والآيات بمثل هذا كثيرة. واعلم أن صيغة التعجب إذا كانت على وزن أفعل به فهي فعل عند الجمهور، وأكثرهم يقولون إنه فعل ماض جاء على صورة الأمر. وبعضهم يقول: إنه فعل أمر لإنشاء التعجب، وهو الظاهر من الصيغة، ويؤيده دخول نون التوكيد عليه. كقول الشاعر: مثل الفريقين كالا عمى والا صم والبصير والسميع) *. والمراد بالأعمى والأصم: الكفار. والآيات بمثل هذا كثيرة. واعلم أن صيغة التعجب إذا كانت على وزن أفعل به فهي فعل عند الجمهور، وأكثرهم يقولون إنه فعل ماض جاء على صورة الأمر. وبعضهم يقول: إنه فعل أمر لإنشاء التعجب، وهو الظاهر من الصيغة، ويؤيده دخول نون التوكيد عليه. كقول الشاعر:
* ومستبدل من بعد غضيبا صريمة * فأحربه من طول فقر وأحريا * لأن الألف في قوله (وأحريا) مبدلة من نون التوكيد الخفيفة على حد قوله في الخلاصة: لأن الألف في قوله (وأحريا) مبدلة من نون التوكيد الخفيفة على حد قوله في الخلاصة:
* وأبدلتها بعد فتح ألفا * وقفا كما تقول في قفن قفا *
(٤٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 ... » »»