أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٥
وقال أبو طالب بن عبد المطلب يرثي مسافر بن أبي عمرو بن أمية:
* ليت شعري مسافر بن أبي عم * ر وليت يقولها المحزون * * بورك الميت الغريب كما * بورك نبع الرمان والزيتون * وقال آخر:
* فبورك في بنيك وفي بنيهم * إذا ذكروا ونحن لك للفداء * والآيات في هذه القصة الدالة على أنه أراه آية اليد والعصا ليتمرن على ذلك قبل حضوره عند فرعون وقومه، وأنه ولى مدبرا خوفا منها في المرة الأولى لما صارت ثعبانا جاءت في مواضع متعددة. كقوله تعالى في سورة (طه): * (قال ألقها ياموسى فألقاها فإذا هى حية تسعى قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الا ولى واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضآء من غير سوء ءاية أخرى) *. فقوله * (ولا تخف) * يدل على أنه فزع منها لما صارت ثعبانا مبينا. كما جاء مبينا في (النمل والقصص). وقوله في آية (طه) هذه * (من غير سوء) * أي من غير برص. وفيه ما يسميه البلاغيون احتراسا، وكقوله تعالى في سورة (النمل): * (ياموسى إنه أنا الله العزيز الحكيم وألق عصاك فلما رءاها تهتز كأنها جآن ولى مدبرا ولم يعقب ياموسى لا تخف إنى لا يخاف لدى المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإنى غفور رحيم وأدخل يدك فى جيبك تخرج بيضآء من غير سوء) *. وقوله في (القصص): * (وأن ألق عصاك فلما رءاها تهتز كأنها جآن ولى مدبرا ولم يعقب ياموسى أقبل ولا تخف إنك من الا منين اسلك يدك فى جيبك تخرج بيضآء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين) *. والبرهانان المشار إليهما بقوله * (فذانك برهانان) * هما اليد والعصا. فلما تمرن موسى على البرهانين المذكورين، وبلغ الرسالة هو وأخوه إلى فرعون وملئه طالبوه بآية تدل على صدقه فجاءهم بالبرهانين المذكورين، ولم يخف من الثعبان الذي صارت العصا إياه كما قال تعالى: * (قال أولو جئتك بشىء مبين قال فأت به إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هى ثعبان مبين ونزع يده فإذا هى بيضآء للناظرين) * ونحوها من الآيات.
وقوله في (النمل، والقصص): * (ولم يعقب) * أي لم يرجع من فراره منها. يقال: عقب الفارس إذا كر بعد الفرار. ومنه قوله:
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»