تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٨ - الصفحة ٢٣٦
«إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي» متعلق بلا تتخذوا كأنه قيل لا تتولوا أعدائي إن كنتم أوليائي وقوله تعالى «تسرون إليهم بالمودة» استئناف وارد على نهج العتاب والتوبيخ أي تسرون إليهم المودة أو الأخبار بسبب المودة «وأنا أعلم» أي والحال أنى اعلم منكم «بما أخفيتم وما أعلنتم» ومطلع رسولي على ما تسرون فأي طائل لكم في الأسرار وقيل أعلم مضارع والباء مزيدة وما موصلة أو مصدرية وتقديم الإخفاء على الإعلان قد مر وجهه في قوله تعالى يعلم ما يسرون وما يعلنون «ومن يفعله منكم» أي الاتخاذ «فقد ضل سواء السبيل» فقد أخطأ طريق الحق والصواب «إن يثقفوكم» أي إن يظفر وا بكم «يكونوا لكم أعداء» اى يظهروا ما في قلوبهم من العداوة ويرتبوا عليها أحكامها «ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء» بما يسوؤكم من القتل والأسر والشتم «وودوا لو تكفرون» أي تمنوا ارتدادكم وصيغة الماضي للإيذان بتحقيق ودادتهم قبل أن يثقفوهم أيضا «لن تنفعكم أرحامكم» قرباتكم «ولا أولادكم» الذين توالون المشركين لأجلهم وتتقربون إليهم محاماة عليهم «يوم القيامة» بجلب نفع أو دفع ضر «يفصل بينكم» استئناف لبيان عدم نفع الأرحام والأولاد يومئذ أي يفرق الله بينكم بما اعتراكم من الهول الموجب لفرار كل منكم من الآخر حسبما نطق به قوله تعالى يوم يفر المرء من أخيه الآية فمالكم ترفضون حق الله تعالى لمراعاة حق من هذا شأنه وقرئ يفصل ويفصل مبينا للمفعول ويفصل يفصل مبينا للفاعل وهو الله تعالى ونفصل ونفصل بالنون «والله بما تعملون بصير» فيجازيكم به «قد كانت لكم أسوة حسنة» أي خصلة حميدة حقيقة بأن يؤتسى ويقتدى بها وقوله تعالى «في إبراهيم والذين معه» أي من أصحابه المؤمنين صفة ثانية لأسوة أو خبر لكان ولكم للبيان أو حال من المستكن في حسنة أو صلة لها لا لأسوة عند من لا يجوز العمل بعد الوصف «إذ قالوا»
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة