ذلك فقيل «ولا أدنى من ذلك» أي مما ذكر كالواحد والاثنين «ولا أكثر» كالستة وما فوقها «إلا هو معهم» يعلم ما يجرى بينهم وقرئ ولا أكثر بالرفع عطفا على محل من نجوى أو محل ولا أدنى بأن جعل لا لنفى الجنس «أين ما كانوا» من الأماكن ولو كانوا تحت الأرض فإن علمه تعالى بالأشياء ليس لقرب مكاني حتى يتفاوت باختلاف الأمكنة قربا وبعدا «ثم ينبئهم» وقرئ ينبئهم بالتخفيف «بما عملوا يوم القيامة» تفضيحا لهم وإظهارا لما يوجب عذابهم «أن الله بكل شيء عليم» لأن نسبة ذاته المقتضية للعلم إلى الكل سواء «ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه» نزلت في اليهود والمنافقين كانوا يتناجون فيما بينهم ويتغامزون بأعيانهم إذا رأوا المؤمنين فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عادوا لمثل فعلهم والخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام والهمزة للتعجيب من حالهم وصيغة المضارع للدلالة على تكرر عودهم وتجدده واستحضار صورته العجيبة وقوله تعالى «ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول» عطف عليه داخل في حكمه أي بما هو إثم في نفسه وعدوان للمؤمنين وتواصى بمعصية الرسول عليه الصلاة والسلام بعنوان الرسالة بين الخطابين المتوجهين إليه عليه الصلاة والسلام لزيادة تشنيعهم واستعظام معصيتهم وقرئ وينتجون بالإثم والعدوان بكسر العين ومعصيات الرسول «وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله» فيقولون السام عليك أو أنعم صباحا والله سبحانه يقول وسلام على المرسلين «ويقولون في أنفسهم» أي فيما بينهم «لولا يعذبنا الله بما نقول» أي هلا يعذبنا الله بذلك لو كان محمد نبيا «حسبهم جهنم» عذابا «يصلونها» يدخلونها «فبئس المصير» أي جهنم «يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم» في أنديتكم وفى خلواتكم «فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول» كما يفعله المنافقون وقرئ فلا تنتجوا وفلا تناجوا بحذف إحدى التاءين «وتناجوا بالبر والتقوى» أي بما يتضمن خير المؤمنين والاتقاء عن معصية الرسول عليه الصلاة والسلام «واتقوا الله الذي إليه تحشرون» وحده إلى غيره استقلال أو اشتراكا فيجازيكم بكل ما تأتون وما تذرون «إنما النجوى»
(٢١٩)