تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٨ - الصفحة ١٥٣
وهو دونها * وهو عذاب القبر وما بعده من فنون عذاب الآخرة وقرئ دون ذلك قريبا «ولكن أكثرهم لا يعلمون» أن الأمر كما ذكر وفيه إشارة إلى ان فيهم من يعلم ذلك وإنما يصر على الكفر عنادا أولا يعلمون شيئا أصلا «واصبر لحكم ربك» بإمامهم إلى يومهم الموعود وإبقائك فيما بينهم مع مقاساة الأحزان ومعاناة الهموم «فإنك بأعيننا» أي في حفظنا وحمايتنا بحيث نراقبك ونكلؤك وجمع العين لجمع الضمير والإيذان بغاية الاعتناء بالحفظ «وسبح» أي نزهه تعالى عما لا يليق به ملتبسا «بحمد ربك» على نعمائه الفائتة للحصر «حين تقوم» من اى مكان قمت قال سعيد بن جبير وعطاء أي قل حين تقوم من مجلسك سبحانك اللهم وبحمدك وقال ابن عباس رضى الله عنهما معناه صل لله حين تقوم من منامك وقال الضحاك والربيع إذا قمت إلى الصلاة فقل سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وقوله تعالى «ومن الليل فسبحه» إفراد لبعض الليل بالتسبيح لما أن العبادة فيه أشق على النفس وأبعد عن الرياء كما يلوح به تقديمه على الفعل «وإدبار النجوم» أي وقت إدبارها من آخر الليل أي غيبتها بضوء الصباح وقيل التسبيح من الليل صلاة العشاءين وإدبار النجوم صلاة الفجر وقرئ وأدبار النجوم بالفتح أي في أعقابها إذا غربت أو خفيت عن النبي عليه الصلاة والسلام من قرأ سورة الطور كان حقا على الله تعالى ان يؤمنه من عذابه وأن ينعمه في جنته
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة